حذرت وزارة الصحة من التعامل مع أفراد يدعون معرفتهم بإجراء عمليات استئصال الدم الفاسد «الحجامة» للسكان عبر التواصل الاجتماعي، أو الهاتف الجوال، وتوعدت بملاحقة المخالفين بالتنسيق مع كل الجهات المختصة للقضاء على الحجامة العشوائية.

وتعرض العمالة الوافدة من جنسيات آسيوية وعربية خدماتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر صديق قام بإجراء الحجامة، فيما تعمد العمالة إلى شراء مستلزمات عملية الحجامة والمتمثلة في كؤوس الحجامة المعروفة بـ«كاسات الهواء»، وأقماع ورقية سهلة الاشتعال، وشفرات طبية معقمة، ومعقمات طبية تجارية تستخدم لتعقيم الجروح.

وتطلب العمالة - بعد الاتفاق - الحضور إلى موقع المستفيد، وهو ما يعتبره مختصون طريقة حديثة في التعامل مع المستفيدين، كما أنها طريقة يحبذها الكثير من المستفيدين، خاصة أن تكلفة الجلسة الواحدة لا تزيد على 250 ريالا، تشمل الحضور إلى الموقع والأدوات المستخدمة في «الحجامة».

واعتبر الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن ملاحقة مثل هذه الظواهر التي تقودها عمالة وافدة هي مسؤولية كل الجهات المختصة، بدءا من وزارة التجارة والصحة والشرطة، وكل الجهات المعنية، لوقف مثل هذه التجاوزات التي تنعكس على صحة الإنسان.

وحذر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة من اللجوء إلى هؤلاء الأشخاص، مبينا أن المستفيد - سواء أكان مواطنا أم كان مقيما - هو المسؤول في المقام الأول عن ذلك، ويجب عليه محاربة مثل هذه الأعمال وعدم تسليم بدنه لأشخاص غير معروفين أو مؤهلين لإجراء مثل هذه الأعمال.

وتكثف الشؤون الصحية في المناطق بالتنسيق مع الشرطة والأمانات حملاتها على كل المواقع المشتبه في ممارستها أعمال الحجامة دون الحصول على إذن مسبق يخولها ممارسة النشاط سواء في المستشفيات والعيادات.

وشهدت جدة خلال السنوات الماضية تنامي الإقبال من مواطنين ومقيمين على إجراء عمليات الحجامة في المستشفيات الخاصة والمراكز التجارية الكبرى في شكل عيادات متخصصة في هذا المجال، قبل أن يتم إيقاف هذا النشاط لدراسة جوانب سلبيات وإيجابيات «الحجامة»، فيما عمد في حينها عدد من المستشفيات الكبرى إلى إيجاد معالجين مختصين ومدربين، بهدف إعادة علاج الحجامة وفق أدوات معقمة، لضمان سلامتهم. وتتراوح أسعار الجلسة الواحدة داخل العيادات المتخصصة ما بين 200 - 350 ريالا، فيما تقدر قيمة الجلسة الواحدة في المواقع الشعبية التي تديرها عمالة وافدة تمتهن الحجامة بنحو 50 ريالا.

والحجامة عمل طبي قديم استخدم من قبل الفراعنة، وذلك بحسب الرسوم المنقوشة على جدران مقبرة توت عنخ آمون، فيما عرفت الحجامة في الجزيرة العربية منذ أكثر من ألفي عام، وأوصى بها الرسول عليه الصلاة والسلام في عدد من الأحاديث الشريفة، إذ قال عليه الصلاة والسلام: (إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة).

والحجامة هي عملية إخراج الدم الفاسد من مواقع محددة في الجسم، وذلك من خلال إحداث بعض الجروح السطحية وجمع الدم في المحجم (كأس تمص الدم)، وهي مفيدة ونافعة للصحيح والسقيم، وهي أنفع ما تداوى به العرب القدامى لعلاج جميع الأمراض المستعصية.

وهنا يقول الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية في جدة، إن الشؤون الصحية تمكنت خلال الفترة الماضية من إغلاق عدد من المواقع المخالفة، التي لا تحمل تصاريح تخولها مزاولة هذا النشاط، مشيرا إلى أن الشؤون الصحية تقوم باستقبال أي بلاغات حول من يدعون القيامة بالحجامة، ومن ثم يتم التنسيق مع المحافظة لمداهمة مكان وجود العمالة المخالفة.

ويقول مختصون في الحجامة إن للحجامة 98 موضعا، منها 55 على الظهر، و43 على الوجه والبطن، ولكل مرض مواضع محددة للحجامة، وأهم هذه المواضع «الكاهل» وهو الفقرة السابعة العنقية، وهي في مستوى الكتف وأسفل الرقبة، مشيرين إلى أن مواعيد إجراء الحجامة كما ورد في السنة: 17 ، 19 ، 21 من كل شهر عربي، فيما يفضل إجراء الحجامة في الصباح والظهر في أيام الخميس والثلاثاء والاثنين، على أن تتم والمعدة خالية من الطعام (صيام).

وللحجامة نوعان «الحجامة الجافة» من خلال وضع كأس على المكان المحدد، وذلك حسب نوعية المرض، ثم يتم شفط الهواء بواسطة الخرطوم وتفريغه إما عن طريق الفم، أو باستخدام جهاز شفط، ثم تشفط قطعة من سطع الجلد لداخل الكأس، ويحبس الهواء بغلق المحبس، وتترك هذه العملية لمدة تتراوح ما بين 3 - 5 دقائق، ثم ينزع الكأس فتظهر دائرة حمراء.

أما «الحجامة الرطبة» فتزيد بتشرط الطبقة الخارجية للجلد بعمق قليل، مما يشبه الخدش بشرطة أو أكثر موزعة على الجسم.

وتفيد الحجامة في علاج أكثر من 80 حالة، مثل علاج الروماتيزم والنقرس، وضعف المناعة والبواسير، والغدة الدرقية، والقولون العصبي، وضيق الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين ودوالي الساقين والصداع الكلي والنصفي، وأمراض العين والكبد، وغيرها من الأمراض.