كشف مسؤول رفيع في الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة ستبدأ في بناء شبكة قطارات في مدينة الجبيل الصناعية خلال الربع الأول من العام المقبل 2013.

وبتنفيذ المشروع تكون مدينة الجبيل أول مدينة الصناعية سعودية قائمة - مدينة رأس الخير التعدينية يتم بناء شبكة القطارات فيها بالتزامن مع بناء المصانع - يتم بناء شبكة قطارات داخلية لبناء المصانع لربط مجمعاتها الصناعية ونقل منتجاتها.

ويستهدف المشروع، بحسب الدكتور رميح الرميح المدير التنفيذي لشركة «سار»، ربط المصانع بالموانئ عبر شبكة قطارات من ثلاثة أجزاء، وهي مد خط حديدي يربط الميناء بموقع شركة «صدارة»، ومد خط حديدي لربط مصفاة «ساتورب»، وربط المصانع وشركات البتروكيماويات بالشبكة الحديدية.

كما كشف الدكتور الرميح عن تلقي «سار» خلال سبتمبر (أيلول) المنصرم العروض الفنية والمالية من خمسة ائتلافات لتنفيذ ربط مدينة الجبيل بمدينة الدمام، وقال إن الشركة تدرس العروض تمهيدا لترسية المشروع الذي توقع له أن يحدث خلال الربع الأول من عام 2013، وستنفذ «سار» ربط الجبيل بالدمام تمهيدا لربط شبكة القطارات القادمة من مدينة رأس الخير التعدينية مرورا بالجبيل بالخط الحديدي القائم بين الدمام والعاصمة الرياض، لتصبح شبكة القطارات شرق البلاد شبه مكتملة.

يشار إلى أن شركة «سار» أرست ربط مدينة الجبيل بمدينة رأس الخير التعدينية في يوليو (تموز) الماضي بـ665 مليون ريال (177.3 مليون دولار). وأمام ذلك، يقول المدير التنفيذي لشركة «سار»: «إذا اكتملت المشاريع الثلاثة تكون الشركة أنجزت بشكل شبه كامل ربط مدن المنطقة الشرقية، وربطت ميناء الملك عبد العزيز في الدمام وميناء الملك فهد في الجبيل وميناء رأس الخير لتوزيع حركة نقل البضائع بين الموانئ الثلاثة».

يقول الدكتور رميح الرميح إن مشروع شبكة القطارات داخل مدينة الجبيل سينتهي تصميمه بنهاية العام الحالي، وهي تشمل ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي شبكة «صدارة» التي سيتم عبرها نقل أجزاء 26 مجمعا صناعيا، وشبكة «ساتورب» (أرامكو السعودية توتال)، وهي مصفاة قيد الإنشاء لنقل منتجاتها إلى محطات التوزيع التابعة لـ«أرامكو» السعودية في كل من الجوف وطريف.

فيما تبني «سار» شبكة داخلية لربط المصانع بالميناء وبالخط الحديدي الذي يربط الجبيل بمدينة رأس الخير وبمناطق وسط وشمال السعودية، حيث أكد الدكتور الرميح أن «سار» تستعد خلال الفترة المقبلة لتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة «سابك» لنقل منتجات الشركة من الحديد إلى مناطق وسط وشمال البلاد.

وبين الدكتور رميح الرميح أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) تدرس مشاريعها بالتزامن، حيث تعمل في عدة مناطق لتنفيذ مشاريعها، ففي حين تدير خط التعدين الذي يربط مناجم التعدين في حزم الجلاميد بمصانع الفوسفات في مدينة رأس الخير، تدرس مشاريع في المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية ومشروع الجسر البري، وتعمل على تنفيذ مشروع قطارات الركاب الذي يربط وسط البلاد بشمالها.

وأضاف الرميح أن «سار» تدرس مشروع ربط مدينة وعد الشمال، وقال «تمت ترسية تصميم الخط الحديدي الذي يربط مدينة وعد الشمال بشبكة القطارات على شركة عالمية، وبعد الانتهاء من تصميم المشروع سيطرح أمام المستثمرين لتنفيذه». كذلك أكد الرميح أن مشروع الجسر البري هو مشروع لربط العاصمة الرياض بمدينة جدة بخط حديدي، وأن «سار» تلقت العروض لإدارة المشروع ورسم التصاميم الهندسية.

ولفت المدير التنفيذي لشركة «سار» إلى أن قطار التعدين نقل من خامات المعادن منذ بدء تشغيله كميات تصل إلى 1.5 مليون طن، وهي كمية توازي حمولة 60 ألف شاحنة، واستهلك من الوقود نحو 7 ملايين لتر من الديزل، بينما كانت الكمية تحتاج إلى نحو 30 مليون لتر من الديزل لو تم نقلها بالشاحنات. وقال إن المشروع له فوائد مباشرة، منها تخفيف حركة الشاحنات على الطرقات وما تسببه من حوادث وتلوث، وكذلك الاقتصاد في استهلاك الوقود المدعوم حكوميا حيث يمكن توفير 75 في المائة من الوقود عند الاعتماد على القطارات.