أكدت مصادر متطابقة في كل من روسيا وتركيا الجمعة، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرر إرجاء زيارته إلى تركيا، التي كان مقرراً لها 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في خطة اعتبر البعض أنها تأتي بسبب تصاعد الخلافات بين موسكو وأنقرة، في أعقاب قيام السلطات التركية بتوقيف طائرة ركاب سورية، يُعتقد بأنها كانت تحمل "شحنة أسلحة ومواد مشبوهة" قادمة من روسيا.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان لرئاسة الوزراء التركية أن الزيارة تأجلت إلى الثالث من ديسمبر/ كانون الأول القادم، بناءً على اتفاق بين رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي بوتين، خلال اتصال هاتفي بينهما في الثامن من الشهر الجاري، وذكر البيان أن الاجتماع الثالث لـ"مجلس التعاون التركي الروسي رفيع المستوى"، سيعقد في نفس اليوم الذي سيأتي فيه بوتين إلى العاصمة التركية أنقرة.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية فإن يتناول الاجتماع، الذي سيترأسه كل من أردوغان وبوتين، ويشارك فيه عدد من الوزراء المعنيين من البلدين، من المنتظر أن يناقش العلاقات التركية الروسية، وبحث سبل تطويرها، وكذلك الاتصالات والتعاون في مجال الاستثمارات، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تنفيذ المشاريع الإستراتيجية في مجال الطاقة، وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

وفي موسكو، نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، قوله إن "الزيارة لم تُلغ، ولا بد من القيام بها"، فيما أوردت صحيفة "فيدوموستي"، نقلاً عن مصادر في "الكرملين"، أن الرئيس بوتين ورئيس الوزراء التركي قررا، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، تأجيل الزيارة إلى "أجل غير مسمى."

وألمح أحد المصادر، التي تحدثت إلى الصحيفة الروسية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الروسية، إلى احتمال تأجيل الزيارة، بسبب تدخل تركيا في النزاع السوري، إذ قال المسؤول الروسي، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، إن وصول الرئيس الروسي إلى أراضي أحد الطرفين المتنازعين، يمكن أن يفسر تفسيراً خاطئاً، معناه أن روسيا تقف مع الطرف التركي.

وكانت مقاتلتان تابعتان للقوات الجوية التركية قد أجبرت طائرة ركاب سورية قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط في مطار أنقرة مساء الأربعاء، بعد الاشتباه في حملها "مواد غير مدنية"، وذكر رئيس الوزراء التركي أن الطائرة كانت تنقل معدات تستخدم في الصناعات العسكرية، مضيفاً أن الطائرة كانت تحمل ذخائر من شركة روسية.

ورغم أن الإعلان عن تأجيل زيارة بوتين للعاصمة التركية لم يتم الكشف عنه إلا بعد الجدل الذي أثارته أزمة الطائرة الروسية، فقد نفى أردوغان أن يكون الرئيس الروسي قد أجل زيارته إلى أنقرة بسبب هذه القضية، مضيفاً أن قرار التأجيل جاء قبل أربعة أيام.