حذر مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاربعاء خلال زيارته الى لبنان من امتداد النزاع السوري الى المنطقة، فيما اسقط المسلحون المعارضون مروحية عسكرية والحقوا ضربة قوية بالجيش في شمال البلاد.
وفي هذا الوقت دعت الجامعة العربية الحكومة والمعارضة في سوريا الى الالتزام بهدنة في مناسبة عيد الاضحى.
وحذر الابراهيمي في بيروت من ان الازمة السورية قد تأكل "الاخضر واليابس" في المنطقة.
وقال الابراهيمي ردا على سؤال عن دور دول الجوار في النزاع السوري "لا بد ان تدرك هذه الدول انه لا يمكن ان تبقى هذه الازمة داخل الحدود السورية الى الابد. اما ان تعالج او انها ستسوء وتنكب وتأكل الاخضر واليابس".
وأتت تصريحات الابراهيمي اثر لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية في بيروت التي وصلها الموفد الدولي الاربعاء في زيارة لم تكن معلنة، وتأتي ضمن جولة له في المنطقة شملت دولا معنية بالوضع في سوريا.
وجدد الابراهيمي التذكير بدعوته الى وقف لاطلاق النار خلال عيد الاضحى الذي يصادف الاسبوع المقبل، قائلا ان "الشعب السوري الآن من الطرفين يدفن مئة انسان كل يوم، فهل من المعيب الطلب في مناسبة العيد خفض عدد القتلى؟".
اضاف "لو تجاوبت معنا الحكومة والاشياء التي سمعناها تبشر بالخير، ولو ما قيل لنا من قبل المعارضة انهم سيتجاوبون مباشرة مع ذلك، تكون خطوة صغيرة نحو بناء وقف اطلاق نار اشمل، وحديث عن سحب الاسلحة الثقيلة ووقف تدفق السلاح من الخارج، ثم بناء مشروع حل سياسي للازمة السورية".
وألمح طرفا النزاع في سوريا الى انهما على استعداد للتجاوب مع اقتراح الابراهيمي بشرط ان يلتزم الطرف الآخر بذلك.
وكان الابراهيمي زار في الايام الماضية السعودية وايران وتركيا والعراق ومصر، في جولة تهدف للسعي الى التوصل لحل يوقف إراقة الدماء في سوريا، والمستمرة منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس 2011.
وقال الموفد المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية ان "ما من احد في الدولة التي زرتها يقول ان الوضع في سوريا ممتاز وعظيم، ويجب ان يستمر. الكل متفق على ان شلال الدم خطير ومؤسف ويجب ايقافه، لكن كل واحد يلقي يلقي اللوم على الطرف الآخر ويحمله المسؤولية الاولى والاخيرة عما يجري".
واعتبر ان "هذه الازمة السياسية الواقعة بين السوريين يجب ان تحل من قبلهم بمساعدة دولية تقوم بها الامم المتحدة بالتعاون مع جامعة الدول العربية، ولكن اولا واخيرا هم المسؤولين (السوريون) عن ذلك".
اضاف "دعونا نفكر في الوسيلة التي يمكن ان تخرج سوريا من الحفرة التي وقعت فيها".
وسبق للابراهيمي التأكيد انه سيختم جولته في دمشق، من دون ان يحدد تاريخا لزيارة العاصمة السورية. وأبلغ وكالة فرانس برس في بيروت ان محطته المقبلة ستكون العاصمة الاردنية عمان.
وذكر الابراهيمي بخطة النقاط الست التي اقترحها سلفه كوفي انان، فضلا عن "اتفاق جنيف" الذي انبثقت منه هذه النقاط "واجمع عليه اعضاء مجلس الامن ومعظم دول المنطقة".
وكان تم تبني اتفاق جنيف لمبادىء الانتقال السياسي في سوريا في 30 حزيران/يونيو من قبل مجموعة العمل حول سوريا. ولا يتضمن اتفاق جنيف اي دعوة لتخلي الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة في الوقت الذي تصر فيه دول غربية وبعض الدول العربية والمعارضة السورية على رحيله.
من جهته دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الحكومة السورية وجميع اطراف المعارضة المسلحة الى الالتزام بهدنة خلال عيد الاضحى.
وقال العربي في بيان انه يدعو "الحكومة السورية وجميع اطراف المعارضة السورية المسلحة الاستجابة لنداء الهدنة ووقف جميع اعمال العنف والعمليات العسكرية خلال ايام عيد الاضحى المبارك".
ودعا العربي "جميع الدول والهيئات العربية والدولية المعنية الى العمل معا من احل فرض الالتزام بهذه الهدنة خلال ايام عيد الاضحى حقنا لدماء الشعب السوري".
وميدانيا، اسقط مقاتلون سوريون معارضون الاربعاء مروحية للقوات النظامية قرب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد "تمكن مقاتلون من الكتائب الثائرة من اصابة طائرة في ريف معرة النعمان كانت تشارك في الاشتباكات بقرية معر حطاط وشوهدت النيران تشتعل فيها"، مشيرا الى ان الطائرة مروحية وسقط حطامها في قرية بسيدة، بحسب ما نقل عن ناشطين.
كما اقتحمت القوات السورية النظامية بلدة حدودية في محافظة حمص (وسط) بعد ايام من القصف العنيف، في حين شن الطيران الحربي غارات جديدة في محيط مدينة معرة النعمان بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد "تمكنت القوات النظامية من اقتحام قرية جوسية بريف القصير بعد اشتباكات وقصف عنيف منذ عدة ايام"، مشيرا الى ان مدينة القصير في ريف حمص تتعرض بدورها للقصف "في محاولة من القوات النظامية لفرض سيطرتها على القصير والقرى التابعة لها".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية "تبدو مصممة على السيطرة على ريف القصير مهما كلف الامر".
من جهتها افادت لجان التنسيق المحلية ان "قوات النظام تقتحم جوسية من كافة المحاور وتقوم بحرق وهدم منازل المدنيين بعد انسحاب الجيش الحر من المنطقة".
في غضون ذلك استمرت الغارات الجوية في محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة إدلب. وقال المرصد "نفذت القوات الجوية النظامية ست غارات جوية منذ الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم على قرى ريف معرة النعمان الشرقي وتركزت على قرى دير شرقي ومعر حطاط وبسيدة".
وفي حلب كبرى مدن شمال سوريا، تعرض حي الشعار شرق المدينة للقصف، بينما دارت اشتباكات في الراموسة جنوبها "حيث استهدف مقاتلون من الكتائب الثائرة مدرسة المدفعية بالمنطقة بعدة قذائف هاون".
وفي باريس عقد اجتماع الاربعاء لممثلين عن "المجالس الثورية المدنية" التي تتولى ادارة المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في شمال سوريا.
وخلال الاجتماع اتهم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس النظام السوري باستخدام قنابل عنقودية بعد اتهامات مماثلة صدرت عن منظمات غير حكومية، وهو ما نفته دمشق.
وصرح فابيوس "في الاشهر الماضية ... تجاوز النظام مرحلة جديدة في العنف من خلال لجوئه الى (مقاتلات) ميغ ثم الى القاء براميل متفجرات +تي ان تي+ واخيرا والاكثر خطورة الى القنابل العنقودية".
ويشارك ممثلون من عشرين دولة ومنظمة حكومية في اللقاء في مقر وزارة الخارجية والذي يهدف بحسب الوزير الى "استعراض مجمل سبل تقديم الدعم الى الشعب السوري".
وتقدم فرنسا منذ اشهر مساعدة مالية وانسانية الى هذه المناطق التي طردت منها قوات نظام الرئيس بشار الاسد.