رفضت شركة OpenAi، أوبن أيه آي، الإجابة عن تساؤلات بشأن استخدام البنتاغون برنامج الدردشة "شات جي بي تي"، القائم على الذكاء الاصطناعي، لأغراض عسكرية، فماذا يعني ذلك؟
كان "ChatGPT" أو روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي، الذي تصنعه شركة "أوبن أيه آي"، في كاليفورنيا، قد أثار عاصفة من الجدل هذا العام، تبعتها تحذيرات خطيرة من جانب مشاهير ومتخصصين في مجال التكنولوجيا.
كما خلصت دراسة استقصائية حديثة إلى أن 50% من الباحثين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي يرون أن هذه التكنولوجيا يحتمل بنسبة 10% أن تتسبب في انقراض الجنس البشري.
أوضحت سوشمان أن إعادة التدريب السريع للنماذج مشكلة لم تُحل حتى الآن. لذا فإن المشكلة المتعلقة بكيفية دمج البيانات، لا سيما في ظل الظروف سريعة التغير واضطرابات القتال الحربي على سبيل المثال، تبدو مشكلة كبيرة. ويزيد على ذلك مشكلات التنميط، وآفة الاستهداف القائم على معلومات مضللة تعتمد على البيانات [دون معلومات ميدانية] في المقام الأول، وهو أحد العيوب التي ابتليت بها الاستخبارات العسكرية الأمريكية في الوقت الحالي.
من جهة أخرى، فإن عدم استبعاد شركة OpenAI للتعاون مع الوكالة الأمريكية للاستخبارات الجغرافية المكانية أمرٌ مفيد للشركة تجارياً. فالصفقات الحكومية، وخاصة المتعلقة بالأمن القومي، مربحة للغاية لشركات التكنولوجيا؛ فقد وقعت شركات أمازون وجوجل ومايكروسوفت و"آي بي إم" و"أوراكل" في عام 2020 عقود تعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعشرات المليارات من الدولارات؛ وشركة مايكروسوفت- التي استثمرت 13 مليار دولار في OpenAI وتعمل على دمج قدرات التعلم الآلي في محركها البحثي- كسبت عشرات المليارات من العقود العسكرية والاستخباراتية.
**carousel[150023,150024,150026,150027]**
كان "ChatGPT" أو روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي، الذي تصنعه شركة "أوبن أيه آي"، في كاليفورنيا، قد أثار عاصفة من الجدل هذا العام، تبعتها تحذيرات خطيرة من جانب مشاهير ومتخصصين في مجال التكنولوجيا
في هذا السياق، نشر موقع The Intercept الأمريكي تقريراً يرصد سعي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتوظيف روبوت الدردشة شات جي بي تي ChatGPT، في تعزيز قدراتها، بالنظر إلى التطور المتسارع والتحول المذهل لمولِّدات النصوص الآلية، من مجرد تصورات خيالية إلى مشروعات واقعية، ثم إلى أدوات حقيقية، ومن ثم صار من المحتوم أن تصل هذه الأدوات بعد ذلك إلى المرحلة التالية: مرحلة استعمالها سلاحاً بين الخصوم.
الاختلاف بين الواقع و"العلاقات العامة"
الواقع أنه حتى المبادئ الأخلاقية التي يُفترض أنها شديدة الوضوح في قطاع التكنولوجيا، قد تبين في غير مرة أنها ليست إلا دعاية ترويجية ضمن حملات العلاقات العامة لشركات التكنولوجيا، أكثر من كونها سياسة تحرص الشركات على التمسك بها. ومن الأدلة على ذلك أن شركة تويتر- على سبيل المثال- لطالما زعمت أن سياساتها تحظر استخدام التطبيق في التجسس على حسابات المستخدمين، لكن الواقع أنها كانت تسمح للسلطات الأمريكية بحق الوصول الكامل إلى حسابات المستخدمين ورسائلهم الخاصة.
أما شركة جوجل، فتبيع خدمات الذكاء الاصطناعي إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية، في الوقت الذي تزعم فيه أن "مبادئ استخدام الذكاء الاصطناعي" المتبعة في تطبيقاتها تحظر بيع الخدمات "التي تسبب أو يحتمل أن تسبب ضرراً عاماً"، و"التي يتعارض غرضها مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان".
كذلك، فإن سياسات الأخلاقيات العامة لشركة مايكروسوفت تدعي "الحرص على اتباع السياسات التي تخفف من آثار التغير المناخي"، ومع ذلك فإنها تساعد شركة "إكسون موبيل" في تحليل بيانات حقول النفط، فضلاً عن أنها تزعم "حرصها على مراعاةالفئات المستضعفة"، ومع ذلك تبيع أدوات المراقبة للشرطة الأمريكية.