قتل منسق "حركة نداء تونس" التونسية المعارضة في تطاوين (600 كلم جنوب العاصمة) لطفي نقض، خلال مواجهات دارت الخميس بين انصاره ومتظاهرين مقربين من التيار الاسلامي الحاكم، كما افادت الحركة ووزارة الداخلية.

وقال عضو في الحركة لوكالة فرانس برس ان منسق الحركة في تطاوين لطفي نقض قتل جراء تعرضه للضرب عندما هاجم متظاهرون موالون للسلطة (رابطة حماية الثورة) مقر الاتحاد المحلي للفلاحة بولاية تطاوين الذي يرأسه القتيل.

واكد المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية خالد طروش وقوع اعمال العنف، ولكنه اوضح ان المسؤول المحلي والحزبي المعارض توفي "جراء ازمة قلبية".

ولكن احد مسؤولي الاعلام في "نداء تونس" قال لوكالة فرانس برس، انه حتى لو كان نقض قد توفي نتيجة ازمة قلبية فهي "مرتبطة مباشرة بالاعتداء" الذي تعرض له.

من جهتها قالت وكالة الانباء التونسية "اسفرت اعمال عنف اندلعت صباح الخميس امام مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة بتطاوين بين عدد من المشاركين في مسيرة نظمتها الرابطة الشعبية لحماية الثورة وعدد من الموجودين بمقر الاتحاد عن وفاة شخص واصابة تسعة آخرين بجروح نقلوا على اثرها الى المستشفى".

و"الرابطة الشعبية لحماية الثورة" التي نظمت المسيرة الاحتجاجية هي ائتلاف لمنظمات مقربة من الائتلاف الحاكم بقيادة حزب النهضة الاسلامي.

وانطلقت المسيرة بداية الى مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة (منظمة المزارعين والعاملين بالصيد البحري)، الا انها ما لبثت ان تحولت الى اعمال عنف بين الطرفين تخللها قذف زجاجات حارقة ورشق بالحجارة، بحسب وزارة الداخلية.

من جهتها اكد حزب "نداء تونس" ان اعمال العنف ارتكبها حصرا المتظاهرون الذين اقتحموا مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة وضربوا بواسطة العصي عددا ممن كانوا بداخله.

وتقول الوزارة والتنظيم المعارض ان المواجهة ادت الى العديد من الاصابات دون تقديم حصيلة مدققة عنها.

وقال المتحدث باسم الداخلية لوكالة فرانس برس "تم ارسال تعزيزات من الشرطة التي تمكنت من تفريق الفريقين"، مشيرا الى ان قوى الامن لم تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

واضاف "الوضع هادىء الان".

وأسس حزب "نداء تونس" هذا الصيف الباجي قائد السبسي، ثاني رئيس وزراء في تونس ما بعد ثورة 2011. وبحسب استطلاعات الرأي فان هذه الحركة تتعاظم شعبيتها يوما بعد يوم.

ويتهم الائتلاف الحاكم، وفي مقدمه النهضة، نداء تونس بالسعي "لاعادة فلول نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الى الساحة السياسية".

ويتبادل انصار الفريقين الاتهامات بالاستفزاز والتسبب في مواجهات لكنها المرة الاولى التي يسقط فيها قتيل في مثل هذه المواجهات.