تهكم الكاتب الصحفي خلف الحربي على البيان الهزيل الذي أخرجته شركة أرامكو للرد على الضجة المثارة حول فضيحة الرشوة، والذي أكدت خلاله أنها تجري تحقيقا داخليا بخصوص الموضوع.
وقارن بين وضع مؤسسة الخطوط الحديدية وشركة أرامكو عندما هزت كلاً منهما كارثة حوادث القطارات بالنسبة للأولى والرشاوى فيما يخص الثانية.
وقال الحربي: "بدعة التحقيق الداخلي سبق أن أتحفتنا بها مؤسسة الخطوط الحديدية حين بدأت حوادث القطارات، ولا يوجد في هذه الدنيا شيء أجمل أو أمتع من أن يحقق الإنسان مع نفسه، لكن الفارق بين التحقيقين الداخليين أنه في قضية السكك الحديدية تدخلت هيئة مكافحة الفساد وأجرت تحقيقها المستقل ونشرت نتائجه، أما في حالة أرامكو فيصعب على الهيئة أن تتدخل حتى عند مواقف سيارات الموظفين!".
وشبه الحربي "أرامكو" في مقاله بصحيفة "عكاظ" بالقلعة الحصينة التي لا يعرف أحد ما يدور بداخلها، وأن كل ما نعرفه أنها تكد علينا وبالتالي علينا أن نستحي فلا نزعجها ونعكر مزاجها بالأسئلة، مشيرا إلى أن "أرامكو خلال عقود من الزمان رسمت لنفسها صورة استثنائية في الخيال الشعبي تظهر فيها بمظهر الشركة ذات الأنظمة الإدارية الصارمة التي يصعب تجاوزها إلا أن الزمن أثبت أن تربية أرامكو غير كافية لمكافحة فساد ضعاف النفوس من موظفيها، وأكبر دليل على ذلك حكاية الموظف المفصول التي حاولت أرامكو في بيانها أن (تلبسه) القضية".
وأضاف أن "فضيحة الرشوة أثبتت أن أرامكو ما هي إلا معقل بيروقراطي تقليدي أكثر تخلفاً من بعض الإدارات (اللي ما تخفاكم)، حيث لم يظهر أي مسؤول كبير في أرامكو ليواجه وسائل الإعلام ويشرح للجميع حقيقية الأمر، بل اكتفت بإصدار بيان غامض يتحدث عن موظف غامض ومفصول مع وعد أكثر غموضا بتحقيق داخلي لن يعرف نتائجه أحد"!