بدأت بوادر معركة الأضاحي تلوح في الأفق بين "مربي المواشي" و"التجار" في ظل تنافسهم للسيطرة على السوق.

فالمربون الذين تحملوا ارتفاع تكاليف تغذية المواشي طوال الموسم بحثاً عن أرباح العيد المجزية باتت "الأموال الساخنة" منافسا لهم خاصة بعد نجاحهم بتنفيذ صفقات ضخمة قبل العيد بأيام لتجنب تكاليف التربية ولضخ مواشيهم في السوق قبل انتهاء الموسم. فيما رجح متعاملون في أسواق المواشي انخفاض أسعار الأضاحي بنحو 20% مقارنة بالأسعار الموسم الماضي.

وارتبطت التوقعات بانخفاض الأسعار بسبب ارتفاع حجم المعروض من المواشي على مستويات قياسية بالإضافة إلى توجه المستهلكين إلى التبرع بالأضاحي إلى الخارج لانخفاض أسعارها في تلك البلدان.

وأكد مورد للمواشي في سوق حفر الباطن عبدالله الحربي في تصريح إلى "الوطن" أن السوق شهد صفقات ضخمة على نحو 250 ألف رأس بمتوسطات سعرية تتراوح ما بين 1000 إلى 1200 للرأس الواحد.

مشيراً إلى أن الصفقات الضخمة حسمت خلال أربعة أيام بعد مفاوضات دامت أسبوعين خلافاً للصفقات الكثيرة والأقل حجما لمصلحة مستثمرين أفراد.

لافتاً إلى أن السوق لا يعاني عجزاً أو نقصا في الأغنام لتوفر ثلاثة أنواع من النعيمي البلدي "الشامي" والأردني والسوري بالإضافة إلى السواكني والنجدي والبلدي المحلي.

مشيراً إلى أن توقعات الموردين تشير إلى ارتفاع معدلات العرض ما قبل الطلب بنحو 130% مما يسهم في تراجع الأسعار في الأسواق خلال أيام العيد. وعن ارتفاع الأسعار رغم حجم المعروض الهائل قال الحربي إن تكاليف التربية والغذاء باتت مكلفة جداً فالرأس الواحد بات يكلف المربي 6 ريالات بعدما كان يكلف 2.5 يومياً مما ساهم في رفع الأسعار.

وفيما يخص الاختلافات الكبيرة في الأسعار حيث تتراوح مابين 1500 إلى 1900 ريال قال الحربي ذلك يعود إلى نوع الماشية أو مستوى التربية وجودة المنتج.

مشيراً إلى أن التجار الأفراد دخلوا الاستثمار السريع في المواشي مما ساهم في خلق تلك الاختلالات في الأسعار.

مبيناً أن التكاليف على المربي أكبر بكثير من التاجر الذي لا يدفع إلا تكاليف النقل فقط مما سيساعده في خفض الأسعار.

وأضاف أن التجار يملكون سيولة نقدية تمكنهم من شراء كميات كبيرة بأسعار معقولة ثم بيعها في الدمام أو الرياض أو المنطقة الغربية مباشرة خلال أيام مما يساعدهم في جذب المستهلكين بالأسعار المنخفضة.
وشدد الحربي على أن أسواق المواشي ما زالت تعاني من العشوائية ودخلاء المهنة من التجار.

من جهته قال التاجر سلطان الغامدي في تصريح إلى"الوطن" إن تحالفا كبير بين مجموعة مستثمرين قاد إلى صفقات تقدر بنحو ربع مليار ريال خلال اليومين الماضيين. مشيراً إلى أن المستثمرين يستهدفون تحقيق نسبة أرباح عند 20% معتبراً دخول المستثمرين لأسواق المواشي مجزياً جداً خاصة أن فترة الاستثمار لا تتجاوز 5 أيام بالحد الأقصى. مؤكداً أن الاستثمار السريع في المواشي ذو عوائد جيدة لكنه يعد من المخاطر العالية لغياب الحظائر لدى التجار.

وتابع أن التجار تجنبوا تكاليف التربية قدر المستطاع بشراء المواشي قبل العيد بثلاثة أيام لضخها في السوق فور شرائها لوجود بون واسع بين الأسعار في الأسواق المركزية والجملة والأسواق التي يتعامل معها المستهلكون.
وعن موقف المربين من الأسعار الجديدة قال الغامدي إن الأنظمة لا تمنع من الاستثمار في المواشي فهو حق مشروع للجميع والرقابة الحكومية والأسعار تعد الفيصل.

وعن الاتهامات التي يطلقها المربون للتجار أنهم دخلاء وسبب للعشوائية قال الغامدي إنها استثمارات والعشوائية إذا قادت إلى انخفاض الأسعار فهي محمودة.

وعن توقعات التجار ببيع كامل كمياتهم قبل العيد أشار الغامدي إلى أن التجار درسوا السوق جيداً وسيبيعون مواشيهم بالقرب من الأسواق الرئيسة وسيستعينون بشاحناتهم لسرعة التنقل من سوق إلى آخر. وعن الأسعار المستهدفة قال إنها ستتراوح مابين 1300 إلى 1500 ريال قبل العيد متوقعاً تراجعها بدءاً من ثاني أيام العيد إلى نحو 1200 لحين انتهاء الكميات. وعن خبرتهم في البيع بالأسواق قال إن التجار قد اختبروا الأسواق بصفقات متوسطة خلال الأعوام الماضية ونجحت تجاربهم لكن الموسم الحالي شهد أضخم الصفقات.

بدوره قال تاجر آخر عبدالله الطريبي إن السوق مفتوح للمنافسة سواء بين مربي المواشي وملاك الحظائر من جهة وبين التجار من جهة أخرى مؤكداً أن الحسابات بين الفريقين مختلفة حيث يملك المربي الحظائر والعمالة وإمكانية البيع على فترات طويلة فيما التاجر ملزم بالبيع بسعر السوق لتجنب تكاليف التربية أو استئجار حظائر لنقل الماشية.لافتاً إلى أن المستفيد الأخير هو المستهلك على اعتبار أن المنافسة ستصب في مصلحته خاصة مع الاختلافات الكبيرة التي يشهدها السوق بالنسبة للأسعار.