توافد قرابة ثلاثة ملايين حاج منذ وقت مبكر الخميس إلى مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، اقتداء بسنة النبي محمد، والاستماع لخطبة عرفة، على صعيد عرفات، وفق مراسلنا في المشاعر المقدسة.

وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع، والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.

وتقدم المصلين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، حيث ألقى مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ خطبة عرفة قبل الصلاة.

وبدأ الحجيج الصعود إلى جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، بعد قضاء يوم التروية في منى.

وقالت السلطات السعودية إنها أكملت استعدادتها في نقل أكثر من مليوني حاج إلى صعيد عرفات دون مشاكل. كما رفعت الاستعدادات إلى أعلى مستوى لتسهيل مهمة الحجاج، والتقليل من الحوادث، وتخفيف الازدحام.

وكان الحجاج قد توافدوا على مشعر منى في يوم التروية، استعدادا للوقوف على جبل عرفات الخميس.

ولمن أراد المبيت في منى، عليه ألا يخرج منها إلا بعد بزوغ شمس يوم التاسع من ذي الحجة، تيمنا بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ويمكن للحاج الذهاب إلى صعيد عرفات مباشرة دون المرور بمنى أو المبيت فيها.

ومع انتهاء الوقوف على صعيد عرفات في التاسع من ذي الحجة، ينفر الحجاج إلى مزدلفة، حيث يبيتون هناك ويجمعون الحصى، استعداد للعودة في اليوم التالي - أول أيام عيد الأضحى- إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، ومن ثم يذبح الحاج الهدي أو ينحر، ثم يحلق أو يقصر شعره، بعدها يتوجه إلى صحن الكعبة لتأدية طواف الإفاضة، ومن ثم التحلل.

وفي ثاني أيام عيد الأضحى تبدأ أيام التشريق الثلاثة (السبت والأحد والاثنين)، حيث يمكن للمتعجل العودة إلى بلده وأن يختصرها في يومين فقط.

وعلى مدار أيام التشريق الثلاثة يرمي الحاج ثلاث جمرات (الكبرى، الوسطى والصغرى)، وفي كل منها يقذف شاهد إبليس بسبع حصيات مع التكبير رمزا لرفض "غواية الشيطان"، وينهي الحاج مناسكه بطواف الوداع حول الكعبة.