قدر مختصون في سوق الأقمشة بجدة معدل حجم إنفاق الحجاج في شراء الأقمشة بما يزيد على أربعة مليارات ريال، وذلك على خلفية استيعاب السوق بشكل عام لأكثر من 500 ألف حاج بعد انتهائهم من فريضة الحج ونزولهم إلى جدة.

وكشف سالم العماري، المدير التنفيذي لمؤسسة «العماري للأقمشة»، لـ«الشرق الأوسط» عن تخطي حجم ما ينفقه الحجاج الآسيويون والأفارقة والخليجيون على شراء الأقمشة من جدة حاجز الـ30 مليون ريال، وذلك بمعدل يتراوح ما بين 8 و15 ألف ريال للحاج الواحد.

وأوضح سالم العماري، أن مؤسسته تخصص ما بين 30 و40 في المائة من إجمالي الأقمشة التي يتم بيعها بشكل عام خلال الشهور الثلاثة التي تبدأ بعد شهر رمضان مباشرة، لافتا إلى أن موسم الحج بالنسبة لسوق الأقمشة يستمر حتى منتصف محرم.

وقال العماري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «أكثر الحجاج الذين يفضلون شراء الأقمشة هم من شرق آسيا كإندونيسيا والفلبين، إلى جانب أفريقيا، خاصة القادمين من نيجيريا، عدا عن حجاج دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسهم الإماراتيون والكويتيون».

وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة «العماري للأقمشة»، أن هؤلاء الحجاج يحرصون على اقتناء الأقمشة من مكة المكرمة وجدة كحرصهم على شراء ماء زمزم، مشيرا إلى أنهم يفضلون القطنيات بنسبة 70 في المائة، فضلا عن أنواع الحرير المشجرة.

واستطرد العماري في القول: «نعمل سنويا على تخصيص أنواع معينة لا يشتري منها سوى الحجاج، والمتمثلة في تلك التي تحوي تصميمات ورسومات تتناسب مع بلدانهم، من ضمنها ذات الطابع الشرقي أو الخليجي البدوي»، مبينا في الوقت نفسه أن سوق الأقمشة في المدينة المنورة تعد ضئيلة جدا في ظل استهلاك الحاج لكامل ميزانيته ما بين مكة المكرمة وجدة.

وفيما يتعلق بسوق الأقمشة بمكة المكرمة، أفاد سالم العماري بأن المحلات هناك تبدأ في شراء الأقمشة بالجملة منذ بدء شهر ذي القعدة، حيث يتجاوز إجمالي ما يتم بيعه لهم مليون متر بقيمة تصل إلى 10 ملايين ريال كحد أدنى.

في حين بين عمر سالمين، أحد تجار الأقمشة في سوق البلد بجدة، أن الأسواق تستقبل سنويا أكثر من 500 ألف حاج طيلة فترة مكوثهم بعد انتهائهم من أداء فريضة الحج، حيث أكد أنه يحقق كل عام مكاسب مادية خلال موسم الحج تقدر بأكثر من مليوني ريال، مضيفا: «نحقق أكثر من ذلك أيضا في محلاتنا بمكة المكرمة».

وأشار سالمين خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معظم حجاج الخارج يفضلون شراء الأقمشة كهدايا تذكارية من مكة المكرمة وجدة، غير أن هناك من يقتني السبح والسجاجيد، خاصة حجاج تركيا وإيران، بحسب قوله.

يذكر أن مختصين في قطاع الحج والعمرة، توقعوا ارتفاع معدل إنفاق الحجاج لهذا العام بنسبة 11 في المائة عن الأعوام السابقة ليصل حجم الإنفاق اليومي خلال الموسم إلى 1.3 مليار ريال (346 مليون دولار)، مرجعين أسباب هذا الارتفاع إلى زيادة أسعار النقل وتكاليف المعيشة خلال العام الحالي.

وقال سعد القرشي، عضو لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة في وقت سابق، إن «الأرقام تشير إلى أن متوسط إنفاق حجاج الداخل للعام الحالي سيصل إلى 5200 ريال (1386 دولارا) في حين يبلغ إجمالي الإنفاق نحو 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)».

ولفت القرشي آنذاك، إلى أن متوسط الإنفاق لحجاج الخارج يصل إلى ما يقارب 11.500 ألف ريال (3066 دولارا)، حيث يبلغ إنفاقهم الإجمالي نحو 22 مليار ريال (5.8 مليار دولار).