تلقت الجهات الأمنية بشرطة وادي جازان، أول من أمس، عند الساعة 3.30 فجراً، بلاغاً من مواطنين عن مولودة لقيطة، داخل كرتون صغير بالقرب من مكب نفايات في إحدى الهجر غرب محافظة أبوعريش.

وروى شهود عيان لـ «الحياة» أنهم فوجئوا بكرتون صغير بين «نفايات» على مسافة قريبة من جامع بإحدى الهجر غرب محافظة أبوعريش، ولاحظوا حركة غريبة وصوتاً يوحي بوجود جسم في داخله، وقاموا بإبلاغ الشرطة وقتها، لتنتقل فرقة إلى الموقع ويتم فتح الكرتون، ليعثروا على قطعة قماش سوداء قوية ملفوفة على المولودة ومنثور على جسدها بقايا تراب وأوراق أشجار، وبدت في حال يُرثى لها وكادت أن تفقد حياتها، ما جعل رجال الأمن يسارعون بنقلها إلى مستشفى الملك فهد المركزي في جازان من أجل إنقاذها.

وأوضحت مصادر طبية أن المولودة أخضعت للكشف الطبي بعد أن تم تنظيفها من التراب والأوساخ ومن دم الولادة الذي ظل عالقاً بجسمها، ولفتت إلى أن الفحوص الطبية أكدت أن سرعة إحضارها للمستشفى ساعدت في إنقاذها، لأنها كانت عرضة للاختناق والجوع، وأضافت أن التدخلات الطبية السريعة أسهمت في استقرار وضعها الصحي، كما أفادت المصادر بأن الزمن بين ساعة ولادتها وجلبها للمستشفى لا يتعدى الساعتين، وأنها تعد المولود البكر لأمها، لوجود آثار برأسها تثبت صعوبة عملية ولادتها، لافتة إلى أن المولودة ستبقى تحت الملاحظة الطبية لاستكمال الإجراءات النظامية بحقها قبيل تسليمها للشؤون الاجتماعية المتخصصة باستقبال ورعاية مثل هذه الحالات.

من جهتها، أوضحت مصادر أمنية بشرطة جازان أنها فتحت ملفاً بالواقعة ورفعت البصمات من الموقع، وجرى التنسيق مع إدارة المستشفى لمعرفة وضع المولودة اللقيطة، وأضافت المصادر أنها ستتحرى عن الجهات المشاركة في الحادثة، كون الطريقة التي عمدوا إليها تدل على نيتهم التخلص من المولودة برميهم لها في مكان بعيد، أقرب للكلاب الضالة والثعابين، وأيضاً لتغطيتها بقطعة قماش ثقيل على كامل جسمها داخل كرتون قد يتسبب في وفاتها.

وفي المقابل تفاعل سكان جازان عموماً مع الموقف جراء تناقلهم صور المولودة عبر صفحات التواصل الاجتماعي وخدمة «الواتس آب» وبعض المواقع، وأخذتهم الشفقة عليها، كما فرحوا عندما علموا ببقائها على قيد الحياة، وأن وضعها الصحي أكثر استقراراً، وتمنت بعض الأسر أن تقوم بتبنيها وتربيتها بعد تأثرهم بالحادثة، وأيضا للبراءة التي ظهرت عليها في مقاطع الصور المتداولة.