وقعت شركة أرامكو السعودية في فندق فور سيزونز بالرياض مساء أمس الاحد الاتفاقية النهائية لدمج "فيلا" المملوكة لأرامكو السعودية في الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري "البحري" بحضور رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح ورئيس مجلس إدارة "البحري" المهندس عبدالله بن سليمان الربيعان، وعدد من مسؤولي أرامكو السعودية والنقل البحري.
وأوضح المهندس الفالح أن هذه الاتفاقية ستكون نقلة نوعية ليس فقط من ناحية حجم الكيان الجديد التي ستكون رابع أكبر شركة نقل بحري في العالم، بأسطول ضخم ومتميز من ناحية جودة الناقلات التي ستدمجها أرامكو السعودية في الشركة الجديدة، ولكن أيضا من ناحية قدرات الأداء.
وقال الفالح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس" عقب الحفل : إن دمج شركتين متميزتين على مستوى العالم مثل "البحري" و"فيلا" ستوجد شركة عملاقة من ناحية الحجم والقدرة على المنافسة والأداء ، مبينًا أن أرامكو السعودية ستعتمد على الشركة الجديدة في نقل منتجاتها الملتزمة بإيصالها إلى عملائها، وبالتالي سيكون هناك توفير للطلب على أسطول الشركة الجديدة وضمان لتشغيله في مستوى عال.
وأوضح أن النقطة الأهم في حدث اليوم هو إيجاد الرائد الوطني للنقل البحري فشركة النقل البحري وشركة فيلا كل منهما يقوم بجهد مشهود ولكن عندما تدمج عمليات هاتين الشركتين وفق الرؤية التي تم الاتفاق عليها من قبل الطرفين والتي تبناها مجلس إدارة البحري باستخدام الشركة الجديدة كقاطرة لإيجاد صناعة متكاملة لمساندة النقل البحري سواء قطاع صيانة أو أحواض سفن أن إمدادات أو تدريب للبحارة.
وأشار إلى أن هذا الدمج سيوفر استثمارات جديدة للمستثمرين في القطاع الخاص ويوفر فرص وظيفية بالمئات إن لم تكن بالآلاف للشباب الطموح الذي يرغب في الالتحاق بهذا القطاع الواعد القطاع.
وأبان المهندس الفالح أن الكيان الجديد سيظل اسمه "البحري" فيما سيتغير أسلوب إدارته ومجلس إدارته سيتغير أيضا، مبينا أن "فيلا" ستظل شركة صغيرة تملكها أرامكو للإشراف على حصة أرامكو في البحري، مبيناً أن "البحري" سيحتفظ باسمه وإنما بإمكانيات أكبر وسوق أكبر لأنه سيكون قد استحوذ ليس فقط على أسطول فيلا ولكن على عملياتها التي هي النقل المستمر للنفط المنتج من قبل أرامكو السعودية.
وأوضح أن أرامكو السعودية ستدخل بحصة نسبتها 20 في المائة من رأسمال البحري، حيث ستتم زيادة في رأسمال البحري تخصص لحصة أرامكو السعودية في الشركة الجديدة.
وكان رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للنقل البحري المهندس عبدالله بن سليمان الربيعان قد أوضح في كلمة له في الحفل أن اندماج شركتي النقل البحري وفيلا من شأنه أن يتيح للبحري تقديم خدمات شحن موثوقة لشركة "أرامكو السعودية" بشكل خاص ولعملائها بشكل عام.
وبين أنه في شهر يونيو من هذا العام ، توصلت "البحري" إلى اتفاق مع شركائها في شركتي أرامكو السعودية وفيلا البحرية العالمية على صيغة مذكرة تفاهم غير ملزمة لدمج أسطولي وعمليات البحري وفيلا ، مضيفاً أن لقاء اليوم للتوقيع على الاتفاقيات النهائية لعملية اندماج أسطولي وعمليات البحري وفيلا .
وأفاد أن الاندماج بين شركتي "البحري وفيلا" يعني بزوغ شركة وطنية رائدة على المستوى العالمي في مجال النقل البحري، تقوم بدور وطني رائد يطور صناعة نقل بحري وطنية مزدهرة ، تسهم في إيجاد الوظائف وفرص الأعمال التجارية ،كما يعني ذلك أيضاً أن تكتسب "البحري" المزيد من القوة والتنوع والارتقاء ، وأن تكون جاهزة لتلبية احتياجات شركة أرامكو السعودية وعملائها الآخرين .
من جانبه أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "البحري" المهندس صالح بن ناصر الجاسر في كلمة مماثلة أن الصفقة تتضمن انتقال كامل أسطول فيلا المكون من (14) ناقلة نفط عملاقة مزدوجة التصفيح وناقلة نفط عملاقة تستخدم للتخزين العائم وخمس ناقلات منتجات بترولية مكررة، كما تشمل انتقال جميع أطقم ناقلات فيلا وعدد من العاملين في مكاتبها وجزء من أنظمة أعمالها بحيث يدخل كل ذلك ضمن هيكل البحري .
ولفت النظر إلى أنه بموجب الاندماج ستصبح "البحري" الناقل الحصري للنفط الخام المباع من قبل ارامكو السعودية على أساس التسليم للعميل بناقلات النفط العملاقة بموجب عقد الشحن طويل الأجل ووفق شروط متفق عليها تتمتع بموجبها البحري بالحماية عند هبوط أسعار الشحن عن حد أدنى متفق عليه (الحد الأدنى) ، أما إذا ارتفعت أسعار الشحن فوق حد معين آخر متفق عليه (حد التعويض) فستقوم البحري بتعويض أرامكو السعودية عن المبالغ التي قد يكون سبق أن دفعتها للبحري عند انخفاض أسعار الشحن عن الحد الأدنى.
وأكد أن "البحري" سوف تلبي بعد إتمام هذه العملية احتياجات أرامكو المستقبلية التي تقدر بما يقارب (50 ) ناقلة نفط عملاقة عبر توظيف أمثل لأسطولها المملوك الذي سيبلغ (31) ناقلة نفط عملاقة واستئجار ناقلات أخرى وفق الحاجة.
وأبان أن أرامكو السعودية ستكون بعد إتمام هذه الصفقة مالكاً 78 مليون و 750 ألف سهماً جديداً تصدرها البحري تمثل ما نسبته (20%) من كامل أسهم الشركة بعد عملية الإصدار وسيكون لها تمثيل عادل في مجلس إدارة البحري، مؤكدا أن ارامكو السعودية ستواصل إدارة جميع أعمال تسويق وبيع النفط الخام مع عملائها مباشرة فيما ستتولى البحري تقديم خدمات شحن موثوقة لأرامكو السعودية.
وأكد الجاسر أن الأثر المالي للاندماج ستظهر في قوائم النقل البحري منتصف العام المقبل بحول الله بعد أن تكتمل الموافقات النظامية للاندماج كافة، مشيرًا إلى أن تشغيل أسطول فيلا ضمن أسطول النقل البحري سيبدأ في الأول من يناير المقبل.