بدأت قوى المعارضة السورية المنقسمة محادثات في قطر اليوم الأحد لتكوين جبهة موحدة في حربهم ضد جيش الرئيس بشار الاسد لكن محللين عبروا عن تشككهم في ان يأتي الاجتماع بنتائج عاجلة.
وهذه هي اول محاولة منسقة لتوحيد جماعات المعارضة في الخارج مع قوى المعارضة المسلحة التي تقاتل داخل سوريا للمساعدة في انهاء الصراع المستمر منذ 19 شهرا والذي أسفر عن مقتل اكثر من 32 الف شخص ودمر مناطق عديدة في البلاد واصبح يمثل تهديدا للنسيج الطائفي في المنطقة.
وتسببت الانقسامات بين الاسلاميين والعلمانيين وكذلك الخلافات بين المعارضة في الداخل والخارج في إحباط محاولات سابقة لتوحيد المعارضة وابدى محللون حذرهم ازاء المحادثات التي تستمر خمسة ايام.
وقال محلل امني مقره قطر طالبا عدم نشر اسمه "لا يتوقع احد تحقيق شيء رغم الضغط القطري القوي بشأن ذلك. المجلس الوطني السوري منقسم اكثر مما ينبغي. من المرجح ان ننظر فقط لحركة صغيرة الى الامام."
وتدعم قطر السنية الى جانب السعودية وتركيا المقاتلين السوريين واغلبهم سنة في حين تدعم ايران الشيعية الاسد.
وتهدف المحادثات في الدوحة الى كسب دعم دولي اكبر لمقاتلي المعارضة وتزويدهم بامدادات اسلحة حيوية. ويتمثل احد الاهداف في توسيع المجلس الوطني السوري اكبر الكيانات المعارضة في الخارج من نحو 300 عضو إلى 400 عضو.
ويأمل زعماء المجلس الوطني السوري ان تمهد هذه الخطوة الطريق إلى عقد اجتماع تال في الدوحة يوم الخميس تشارك فيه جماعات معارضة أخرى بهدف تشكيل تحالف موحد ضد الأسد ينحي جانبا الصراعات الداخلية السياسية والشخصية المستمرة منذ عدة اشهر.
وقال عبد الباسط سيدا الرئيس الحالي للمجلس للصحفيين في الدوحة قبل الاجتماع ان الهدف الرئيسي للمحادثات هو توسيع المجلس ليضم مزيدا من الأطياف الاجتماعية والسياسية. وأضاف انه ستكون هناك قوى جديدة في المجلس.
وقال ان الاجتماعات تستهدف ايضا انتخاب لجنة تنفيذية جديدة ورئيسا جديدا للمجلس الوطني السوري الذي انتقد في الماضي بسبب فكرة هيمنة الاخوان المسلمين عليه.
ودعت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي إلى تعديل شامل في قيادة المعارضة قائلة ان الوقت قد حان للمضي قدما إلى ما بعد المجلس الوطني السوري وضم هؤلاء الذين يقفون على "الخطوط الامامية ويقاتلون ويموتون."
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الاجتماع في قطر سيكون فرصة لتشكيل معارضة تحظى بمصداقية.
وأدت الانقسامات الداخلية - بما فيها غياب التعاون بين القادة في الخارج والمقاتلين في سوريا- إلى جانب تزايد دور الاسلاميين المتشددين في صفوف المعارضة إلى ردع الغرب عن تقديم ما لا يزيد على الدعم المعنوي رغم رغبته في رحيل الأسد.
واقترح المعارض البارز رياض سيف تشكيل هيكل يضم مسلحي الجيش السوري الحر مع المجالس العسكرية الاقليمية وغيرها من الوحدات المقاتلة الاخرى الى الكيانات المدنية المحلية وشخصيات معارضة بارزة.
وقال سيف اليوم الأحد ان المبادرة حظيت بتأييد 12 دولة رئيسية لكنه لم يحدد اسماء هذه الدول. وأضاف انه اذا اتخذ قرار بشأن القيادة الجديدة يوم الخميس فقد تعترف 100 دولة بالقيادة الجديدة كممثل شرعي ووحيد للسوريين.
وقال ان تلك الدول ستشارك في اجتماع "اصدقاء سوريا" في المغرب لدعم المجلس المنتخب الجديد.
وقال سيف في مقابلة مع رويترز الاسبوع الماضي إن الاعتراف الغربي والتركي والعربي بالمجلس الجديد سيساعد في نقل صواريخ مضادة للدبابات واخرى مضادة للطائرات إلى قوات المعارضة المسلحة ويسهم في "حسم المعركة".
وقال دبلوماسيون غربيون في الشرق الاوسط إن واشنطن تدعم مبادرة سيف والتي يمكن ان تقلل بشكل فعال نفوذ المجلس الوطني السوري. لكن زعماء المجلس انتقدوا ما اعتبروه تدخلا خارجيا في شؤون المعارضة.
وقال سيدا إن السوريين هم الذين من حقهم اختيار زعامتهم وان هناك بعض القوى الخارجية التي حاولت التدخل لكنه اعرب عن اعتقاده بانهم تراجعوا عن ذلك.
وقالت مصادر بالمعارضة ان نجاح مبادرة سيف سيعتمد جزئيا على مدى قدرته على مقاومة ضغوط المجلس الوطني السوري للدفع بأعضائه في المجلس الجديد الذي اقترحه سيف.
وقال برهان غليون العضو البارز في المجلس الوطني السوري إن الجمعية التي اقترحها سيف ستكون مكملة للمجلس وليست بديلا عنه وقال إن المجلس يدعم انشاء دائرة تجمع احزاب المعارضة معا وتعمل في فريق واحد.
وقال غليون في تصريحات في الدوحة أمس السبت ان المعارضة السورية ستنجح اذا حولت مبادرة سيف إلى غرفة عمليات للمعارضة وأضاف أن المجلس الوطني السوري له 15 مقعدا في الجمعية التي يقترحها سيف وانه يريد زيادتها إلى نحو 22 مقعدا.
قال زعماء المجلس الوطني السوري إن اقتراح سيف سيتعثر اذا اعتبر بديلا للمجلس الوطني السوري لا أكثر.
وقال المعارض المخضرم جورج صبرة لرويترز انهم شهدوا عدة حاولات لتجاوز المجلس الوطني السوري باءت جميعها بالفشل. وأعرب عن اعتقاده بان اي محاولة جديدة من هذا النوع ستفشل ايضا.
وأضاف ان هناك مخاوف بين البعض من ان تكون المبادرة بديلا عن المجلس وهذا قد يثير خلافات جديدة بين السوريين هم في غنى عنها.
ولا يتوقع اخرون التوصل إلى اتفاق نهائي يوم الخميس.
وقال سيدا إن المجلس الوطني السوري لم يرفض مبادرة سيف ولم يقبلها ولكنها ما زالت قيد النقاش.
وأضاف انه يرحب باجتماع تشاوري للقوى على الأرض والفصائل السياسية في المعارضة السورية.