برأت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، مختبراتها من ملابسات وفاة فتاة سعودية، توفيت الأسبوع الماضي، إثر إصابتها بـ «الملاريا»، إثر نقل دم لها في إحدى المستشفيات الحكومية. إلا أن «صحة الشرقية» لم تحدد سبب وفاة أمل المطيري، التي كانت ترقد في قسم العناية المركزة في مجمع الدمام الطبي.
وكانت المطيري (22 سنة) تتردد على المجمع في شكل دوري، لاستبدال دمها، بسبب إصابتها بمرض «الثلاسيميا». ولم يحدد المدير العام لـ «صحة الشرقية» الدكتور صالح الصالحي، سبب انتقال المرض إلى أمل. إلا أنه أكد سلامة مختبراته وبنك الدم، من التسبب في انتقال المرض. في الوقت الذي ذكر فيه أحد المختصين في المختبرات الطبية، أن «مرض الملاريا لا ينتقل إلا من خلال نقل الدم، أو من خلال البعوض في المناطق الموبوءة بالمرض»، مضيفاً أن «تصريح مدير الشؤون الصحية واضح، بأن المختبرات وبنك الدم سليمة من الملاريا، فهل يعني ذلك احتمال وجود حالات وبائية في الشرقية؟».
وقال الصالحي، في بيان صحافي وزعته «صحة الشرقية» أمس (حصلت «الحياة:» على نسخة منه): «إن اللجنة التي تم تشكيلها أخيراً، لمعرفة أسباب وفاة المواطنة أمل عبد الهادي المطيري، في مجمع الدمام الطبي، أنهت التحقيق في أسباب الوفاة، وخلصت إلى ثبوت خلو وحدات الدم المنقولة للمريضة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، من الأمراض المُعدية والملاريا».
وأكد أن «الفحوص التي تم إجراؤها من قبل اللجنة، تم التأكد فيها من سلامة وحدات الدم قبل إعطائها إلى المريضة. وثبت بعد مراجعة ملفها الطبي أنها أخذت وحدات دم عدة، بسبب إصابتها بمرض «الثلاسيميا». وكانت تتردد على المستشفى شهرياً، لنقل الدم»، لافتاً إلى أن المريضة «راجعت قسم الإسعاف الثلثاء 28 من ذي الحجة الماضي. وكانت تشكو من ارتفاع في درجة الحرارة، وفشل كلوي، وارتفاع في وظائف الكبد، وعدم تخثر الدم»، واصفاً حالتها الصحية حينها بـ «الحرجة». وأشار إلى أنه تم «تنويم المريضة على الفور. وأجريت لها الفحوص المطلوبة، وأعطيت العلاج، وبذلت جهود طبية مُكثفة. وكانت المريضة في وحدة العناية المركزة. إلا أنها انتقلت إلى رحمة الله، بسبب حالتها الصحية الحرجة».
ونفى الصالحي، وجود علاقة بين نقل الدم إلى المريضة ووفاتها في وقت لاحق، لافتاً إلى أنها «كانت تتلقى العلاج في المستشفى. إلا أنها أصيبت بالتهاب جرثومي. وتبين من خلال الفحوصات إصابتها بالملاريا. ولم تستجب للعلاج»، مشدداً على «عدم وجود علاقة بين وفاتها وبين عملية نقل الدم، وأن جميع وحدات الدم يتم فحصها وفق أفضل المعايير الدولية. ويتم إعادة فحصها قبل إعطائها للمريض، للمطابقة، والتأكد من صلاحيتها»، موضحاً أن «المُتعارف عليه علمياً؛ أن أهم سببين لوفاة المصابين بـ «الثلاسيميا»، هما اعتلالات القلب، والإصابات الجرثومية».