أكد لـ»الاقتصادية» مسؤول في النقابة العامة للسيارات، أن النقابة تعكف في الوقت الحالي على دراسة مشروع لتوظيف أبناء الجالية البرماوية في مكة المكرمة والجاليات الأخرى المقيمة في السعودية ومن المقيمين العاملين في شركات النقل التي لا تخضع لإشراف النقابة في العمل الموسمي كسائقين لنقل الحجاج وفنيين في قطاع صيانة الحافلات.
وقال مروان زبيدي أمين عام النقابة العامة للسيارات : « لدينا دراسة لتوظيف أبناء الجالية البرماوية في شركات نقل الحجاج والمعتمرين، على أن يحتسب ذلك في نسبة السعودة كسعودي، وهذا الأمر أيضاً سيشمل المقيمين العاملين في شركات نقل ليست تحت مظلة النقابة فيما يخص العمل الموسمي»، لافتاً إلى أن الأمر سيتم القيام به بالتعاون مع مراكز الأحياء لتأمين احتياج الشركات من المقيمين المفضلين في العمل لدى الشركات عن الذين يتم استقدامهم حديثا لعدم معرفتهم بالطرق والمواقع التي يقصدها الحجاج والمعتمرون والزوار في مكة المكرمة.
وأفاد زبيدي، خلال الاجتماع الذي عقدته النقابة ظهر أمس وضم الجهات المسؤولة والمشرفة على قطاع النقل، أن المشروع ما زال تحت الدراسة من العام الماضي ولم تكتمل الصورة الكاملة له ليطرح للمناقشة بشكل رسمي، خاصة أن المشروع يواجه عدة معوقات لم يتم إيجاد الحلول لها بعد، ومنها الآلية التي يمكن من خلالها إصدار رخصة قيادة النقل الثقيل لتلك الفئة التي تستهدف النقابة توظيفهم عوضاً عن السعوديين الذين يعزفون عن العمل في هذا القطاع. واعترف زبيدي بأن لجنة السعودة في النقابة منذ تشكيلها قبل نحو 13 عاماً، تعاني عزوف السعوديين عن التقدم للوظائف الدائمة أو الموسمية في شركات النقل المتمثلة في سائقين وفنيين، مردفاً : أقصى نسبة تسجيل سعوديين للوظائف التي تطرحها النقابة سنوياً والمقدرة بنحو 25 ألف وظيفة، لا تتجاوز 7 في المائة، فنحن نشهد عزوف الشباب السعودي عن مثل هذه الوظائف، لأنهم يرون أنها وظيفة مرهقة وفيها التزام بمواعيد الرحلات وعدم تمكن من الاستقرار في مدينة واحدة».
وأردف زبيدي : « هناك لجنة مكونة من عدة جهات، من ضمنها صندوق تنمية الموارد البشرية وشركات نقل الحجاج ووزارة العمل ووزارة الحج والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والتي بدورها عقدت العام الماضي عدة اجتماعات، بحث إمكانية تدريب المتقدمين لوظائف السائقين والمهنيين من سعوديين ومقيمين وتأهيلهم لشغل تلك الوظائف المعنية بنقل الحجاج والمعتمرين بشكل دائم بعيداً عن العمل الموسمي الذي تعتمد عليه الشركات في الوقت الحالي».
وزاد زبيدي : « طرحنا 400 وظيفة شاغرة للسعوديين في شركات نقل الحجاج خلال العام الماضي، ولم يتقدم لها سوى عدد قليل لا يصل إلى 12 متقدما فقط، ورغم ذلك نحن طلبنا من الشركات رفع أجور السائقين إلى أربعة آلاف ريال بخلاف مكافئات الرحلات والحوافز، إلا أن الوظائف ظلت شاغرة ولم يتقدم لها أحد، وهناك عدة جهات الآن بتوجيه من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، تبحث عن أسباب هذا العزوف عن العمل في قطاع نقل المعتمرين والحجاج».
وأشار أمين عام هيئة النقابة المتحدث الرسمي إلى أنه تقدم للنقابة طلب من شركتي نقل حجاج للعمل تحت مظلة النقابة بإجمالي عدد حافلات ما يقارب 300 حافلة، ليصل إجمالي عدد حافلات شركات نقل الحجاج المنضوية تحت النقابة 19 ألف حافلة، مستدركاً : « النقابة نقلت ما يقارب 1.644 مليون حاج، كما أن نشاط أسطول نقل الحجاج أسهم في نشاط النقل المدرسي بمشاركة أكثر من أربعة آلاف حافلة، هذا بخلاف المشاركة في نقل المعتمرين والذي يتم بدءاً من غرة شهر صفر».
من جهته، أكد الدكتور سهل صبان وكيل وزارة الحج للنقل والمشاريع والمشاعر المقدسة، أن أعطال حافلات نقل الحجاج خلال موسم الحج المنصرم، تقلصت بنسبة 25 في المائة مقارنة بالعام قبل الماضي، وقال :» الشركات قامت بدورها بالشكل المطلوب، ورغم زيادة الأعداد للحجاج بالنقل الترددي، إلا أن الخطة التي أعدتها إدارة تشغيل الحافلات بالنقل الترددي في النقابة العامة للسيارات وبإشراف المجلس التنسيقي للرحلات الترددية استوعبت نقل جميع الحجاج وبأعطال حافلات أقل بكثير عن الأعوام الماضية».
وأفاد صبان، خلال ترؤسه للاجتماع أن ما تم نقلهم في المؤسسات الأربعة والشاملة لخدمة النقل الترددي وصل إلى 775 ألف حاج، مفيداً أن وزارة الحج تقدر الأداء المميز للنقابة العامة للسيارات في موسم حج 1433هـ واستشعار المسؤولية من جميع الأطراف المشاركة.