دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى التظاهر أمام القصر الرئاسي الأربعاء تحت اسم "حماية الشرعية"،وذلك قبيل بيان رئاسي جديد حول أزمة الإعلان الدستوري.

وقال المتحدث الإعلامي باسم الجماعة محمود غزلان إن "الإخوان والقوى الشعبية تداعت للتظاهر أمام مقر الاتحادية، عصر الأربعاء؛ وذلك لحماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التي قامت بها فئة بالأمس، تصورت أنها يمكن أن تهز الشرعية أو تفرض رأيها بالقوة؛ مما دفع القوى الشعبية للتداعي لإظهار أن الشعب المصري هو الذي اختار هذه الشرعية وانتخبها، وأنه بإذن الله تعالى قادر على حمايتها وإقرار دستوره وحماية مؤسساته".

وفور دعوة الجماعة للتظاهر، سارع حزب التيار الشعبي المعارض بقيادة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي للدعوة إلى مظاهرات مماثلة للمعارضة أمام القصر الرئاسي، ما ينذر بوقوع صدامات بين الجانبين.

ويأتي ذلك فيما دعا المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي الصحافة إلى مؤتمر صحفي عاجل. وقال مراسلنا في القاهرة إن أوساط سياسية تتوقع أن يصدر الرئيس قرارا بإلغاء مادة أو مادتين من الإعلان الدستوري المثير للجدل، في محاولة لامتصاص الغضب في الشارع المصري.

وعاد الرئيس المصري محمد مرسي لممارسة مهام عمله بقصر الاتحادية صباح الأربعاء بعد مظاهرات احتجاجية جرت في محيطه الليلة الماضية، حسبما أفاد مسؤول بالرئاسة.

ولا يزال عشرات المحتجين المعارضين لمرسي يواصلون الاعتصام أمام أحد بوابات القصر، في وقت تدفقت حركة المرور بصورة طبيعية في محيط المنطقة التي احتشد فيها آلاف المتظاهرين الثلاثاء.

وغادر الرئيس مرسي قصر الرئاسة، مساء الثلاثاء، بعد اشتباكات بين الشرطة والمحتجين أمام القصر، فيما انسحبت قوات الأمن المصرية وأزالت الأسلاك الشائكة من حوله، في محاولة لتفادي المصادمات مع آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا للاحتجاج ضد الإعلان الدستوري ومسودة الدستور.

واستبعدت مصادر رئاسية رفيعة المستوى وجود أي توجه، حتى الآن، للعدول عن دعوة المواطنين للاستفتاء على الدستور الجديد في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وأمهلت جبهة الإنقاذ المصرية المعارضة، الثلاثاء، الرئيس محمد مرسي، 48 ساعة لإلغاء الإعلان الدستوري وإبطال الدعوة للاستفتاء على مسودة الدستور.

ودعت الجبهة، التي تضم أحزابا وحركات سياسية مصرية معارضة، إلى تشكيل جمعية تأسيسية جديدة تقوم بوضع دستور يلبي رغبات المصريين.

وهددت الجبهة بأنه في حال عدم الامتثال لمطالبها، فإنها ستتوجه إلى قصر الاتحادية "إلى حين تلبية مطالب الشعب".

وقالت مراسلتنا في القاهرة إن المحتجين بدأوا بنصب خيام للاعتصام أمام القصر الرئاسي، بناء على دعوة من جبهة الإنقاذ، التي قالت في بيان لها إنها ستصعد خطواتها الاحتجاجية ما لم يستجب الرئيس مرسي لمطالبها قبل الجمعة المقبل.

وحول المتظاهرون جدران القصر الرئاسي إلى لوحة من الشعارات والرسومات المنددة بالإعلان الدستوري، والمعبرة عن رفضهم الدعوة للاستفتاء على مسودة الدستور الجديد. وانضم إلى صفوف المحتجين عشرات من شباب الأتراس.

وعلم مراسلنا أن الرئيس مرسى عقد، داخل منزله في ضاحية التجمع الخامس شرقي القاهرة، اجتماعا مع قيادات من حزب الحرية والعدالة وقيادات في جماعة الإخوان المسلمين، للبحث في كيفية التعامل مع المتظاهرين أمام القصر الرئاسى، وكيفية الخروج من الأزمة الحالية.

لى ذلك، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن ارتفاع عدد الإصابات في مظاهرات الثلاثاء إلى 31 شخصا في القاهرة وبقية المحافظات المصرية.