ادرجت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) الخميس "التغرودة" الخليجية، وهي نمط خاص لغناء الشعر النبطي بوزن محدد، على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، بعد جهود اماراتية عمانية مشتركة.

وفي بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، اعتبرت هيئة ابوظبي للثقافة والتراث التي قادت الجهود مع سلطنة عمان للوصول الى تسجيل هذا الفن ان الانجاز يسهم في "صون عناصر التراث المعنوي لمنطقة الخليج العربي على الصعيد العالمي".

وقال رئيس الهيئة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان في البيان ان "دولة الامارات تمكنت من تحقيق نجاح كبير في مجال صون عناصر التراث الثقافي غير المادي" مضيفا ان "الحفاظ على التراث كارث للاجيال القادمة يمثل أساسا مهما لهوية شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، جنبا إلى جنب مع استراتيجيات التطور الحضاري والانفتاح الثقافي".

واضاف الشيخ سلطان ان ادراج "التغرودة" على هذه القائمة "يسهم في تعزيز استمرارية هذه الفنون التراثية الأصيلة وتسليط الضوء على التراث الثقافي لدولة الإمارات، وتشجيع التنوع الثقافي والإبداع البشري والحوار بين الحضارات".

واتى ادراج "التغرودة" على القائمة خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي تستضيفه المنظمة الدولية حاليا في مقرها باريس بمشاركة وفود من 146 دولة عضو في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي.

وسبق ان نجحت الامارات في تسجيل كل من "الصقارة" و"السدو" على قائمة التراث غير المادي.

والصقارة هي رياضة ترويض الصقور والصيد بها، ويعتقد مؤرخون انها بدأت في الجزيرة العربية قبل اكثر من عشرة الاف سنة.

اما في "السدو" وهو أسلوب النسج التي يعتمدها البدو لتصنيع الألبسة الحريرية وأكسسوارات الزينة للجمال والأحصنة، فيتم لف خيط الحياكة حول المغزل، ثم يصبغ وينسج على نول وضع على الأرض.

والتراث غير المادي هو التراث الحي للانسانية ويشمل مجمل الاشكال التعبيرية والعادات والتقاليد التي تنتقل من جيل الى جيل، لاسيما شفيها مثل سرد الحكايات، والفنون الأدائية مثل الرقص والموسيقى التقليديين، والعادات الاجتماعية والحرف والصناعات التقليدية.

وتبذل الامارات جهودا كبيرة لادراج عناصر من تراثها على قائمة التراث المعنوي غير المادي للبشرية، لا سيما ان ثقافتها تندرج في جزء كبير منها في هذا الاطار نظرا لتاريخها ذي الطابع البدوي.

ويتم تناقل معظم عناصر هذه الثقافة من الاباء الى الابناء جيلا بعد جيل.

لكن الامارات تسعى ايضا الى ادراج بعض مواقعها على قائمة التراث الانساني (المادي) لليونسكو.

وبالفعل، ادرجت المنظمة في حزيران/يونيو 2011 مدينة العين الإماراتية على قائمة التراث الانساني العالمي لتصبح هذه المدينة الخضراء فى قلب الكثبان الرملية والجبال الصخرية اول موقع إماراتي على هذه القائمة.