اتهم مواطن مستشفى خاصا شمالي جدة بالتسبب في وفاة ابنه، 6 أعوام، بإعطائه كمية دم زائدة لفظ على إثرها صغيره أنفاسه بعد معاناة وآلام لا يحتملها الكبار.
وأوضح المواطن علي يحيى علوي أنه أدخل ابنه سالم إلى أحد المستشفيات الخاصة بتاريخ 21/4/2012م، وهو يعاني من آلام شديدة ووهن، وشخص الأطباء حالته بأنه لديه مشكلة في الطحال ويجب تنويمه في المستشفى ونقل دم نقي إليه، وبالفعل بقي في المستشفى 14 يوما.
وأضاف والد سالم أنه عاد إلى ذات المستشفى بعد يومين وقد زادت آلامه خاصة وأنه يعاني منذ ولادته من أنيميا الخلايا المنجلية، ولكنه هذه المرة أصيب بفقر دم شديد، كما أكد الأطباء الذين قرروا تنويمه مرة ثانية لإعطائه كمية دم إضافية، ولم يمض سوى وقت بسيط حتى أصيب بجلطة وشلل شبه كامل وغاب عن الوعي، فيما الأطباء يؤكدون أن حالته ستشهد تحسنا تدريجيا، قبل أن يبلغونا في نهاية المطاف بأنه أصيب بجلطة، مطالبين بإخراجه ونقله إلى مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، حيث توجد لديهم أجهزة لعلاج مثل هذه الحالات.
التقرير ممنوع
ومضى الأب يروي لـ «عكاظ» مزيدا من التفاصيل المأساوية عن قصة رحيل فلذة كبده، قائلا «طلبت منهم منحي تقريرا طبيا عن الحالة وما أعطي له من أدوية وما قدم له من عناية لديهم، غير أنهم رفضوا ذلك، فحملته شخصيا ونقلته إلى المستشفى الجامعي والذي تفضل باستقباله وشخصوا حالته بفقر دم شديد، مشيرين إلى تناوله كمية زائدة من الدم تسببت في حدوث جلطة وأدت إلى الشلل التام بالجسد».
وواصل الأب المكلوم حديثه «ظل ابني في غيبوبة مستمرة بين الحياة والموت، ويتم إعطاؤه المحاليل وبعض الأدوية غير أنها لم تفلح في عودته إلى ما كان عليه وبعد أشهر لفظ أنفاسه».
وماذا بعد؟ سألنا الأب علي يحيى، فأجاب «تنصل المستشفى الخاص من مسئوليته، وللأسف الشديد لم يكلف أحد منهم نفسه طوال تلك الأشهر، بأن يتصل مواسيا أو مبررا لما قاموا به من فعل يخالف مهنة الطب».
إفادة المستشفى الجامعي
إلى ذلك أوضح تقرير مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن الطفل سالم حضر وخلايا الدم البيضاء 19.8، فيما الهيموجلوبين 10.4 وعدد الصفائح الدموية .661، وأظهرت الأشعة المقطعية على المخ وجود احتشاء نواة أيمن عدسي وذيلي يمتد إلى الفص الجبهي والصدغي.
وأفاد تقرير المستشفى الجامعي بأن المريض سالم تم وضعه على جهاز التنفسي الصناعي لأنه يعاني من تباطؤ قلبي معدل ضربات القلب 55 ــ 66 وضغط الدم في الجانب العلوي، وأكد أن الفريق الطبي الذي باشر الحالة شدد على ضرورة أن يتم تبديل الدم يوميا حتى يصبح الهيموجلوبين المنجلي أقل من 30 % وذلك لكون نسبة الهيمو جلوبين المنجلي لديه 95 %.
وأكد المستشفى الجامعي أن الطفل سالم ظهر لديه وجود العديد من الاحتشاءات الحادة بالمخ والمخيخ وجذع المخ وقد تم العثور على الأخيرة في منطقة الشريان المخي الأيمن والأوسط، وشدد على أنه تم تبديل دم سالم علي يحيى أربع مرات حتى تنخفض نسبة الهيموجلوبين المنجلي من 95 % إلى 37.9 لتصل إلى 35 % ثم وصلت أخيرا إلى 23 % وبدأ إعطاؤه عقار هيدروكسيوريا، فيما ظهرت إصابته بالشلل الرباعي.
وأبان أن المريض يعاني من ألم وحركات غير طبيعية، بالرغم من أنه يتناول الأدوية، لذا تم تبديل الدم مرتين إضافيتين لتتحسن الحالة بعض الشيء، وكان يتنفس عن طريق الأجهزة فيما يتناول طعامه من خلال أنبوب موصل في أنفه، وقد فضل الأطباء إخراجه لعدة أيام لكون حالته النفسية أصبحت سيئة في ظل شلله الرباعي وعدم قدرته على الحركة، وبعد أن خرج ليومين انتكست حالته فتم نقله إلى مستشفى العزيزية للولادة والأطفال بجدة وهو لا يبعد عن منزل الأسرة سوى خمس دقائق، ولكنها كانت كافية لحدوث ما كان الجميع يخشونه، حيث أكد الأطباء فور وصوله أنه لفظ أنفاسه، وتم إصدار تقرير طبي بتوقف القلب لديه والدورة الدموية وكان مصابا بجفاف شديد.
تهريب الطبيبة المسؤولة
والد الطفل سالم أوضح أنه قدم شكواه إلى الشؤون الصحية في جدة بتاريخ 25/8/1433هـ وحتى اليوم لم يتم الرد عليه رغم مضي خمسة أشهر كاملة، مؤكدا أنه لن يتوانى في ملاحقة المتسبب في وفاة ابنه.
وقال «نعم كل شيء بقضاء الله وقدره، ولكن إهمال المستشفى وتخليه عن دوره في العناية بالمريض ومن ثم للأسف قيامهم بتهريب الطبيبة المسؤولة عن حالة ابني، معللين ذلك بأنها نقلت إلى فرع المستشفى في دبي وهو ما تسبب في تعطل ملف التحقيق طوال تلك الأشهر، فيما توفي ابني ودفن ويبدو أن المتسبب سينجو في ظل عدم إقدام الشؤون الصحية على اتخاذ قرار صارم بحق المنشأة الطبية».