هدّد زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الجزائري عبد الملك دروكدال، الدول الإفريقية والغربية التي أعلنت مشاركتها في الحرب ضد الجماعات المتشددة التي تسيطر على شمال مالي وتحاول الزحف الآن على جنوبه للسيطرة على كامل البلاد.
وجاء في شريط مصوّر بثه التنظيم عبر شبكة الإنترنت خاطب من خلاله دروكدال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورؤساء دول الساحل الإفريقي بأن "القاعدة مستعدة للسلم إن أرادوه، وستلبي رغبتهم في الحرب إذا طلبوها".
لكن دروكدال المكنّى "أبو مصعب عبد الودود"، هدّد بأن القاعدة "ستعمل على إطالة أمد الحرب وتكبيد الدول المشاركة أكبر خسارة ممكنة، وجعل الصحراء مقبرة لجنود التحالف"، في حال استمر الزحف على شمال مالي.
وقد أعنلت الحكومة المالية أمس الجمعة حالة الطوارئ في كامل البلاد بعد تحرّك مسلحين نحو مدن جنوب البلاد.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن بلاده أرسلت قوات لمساعدة الحكومة المالية في وقف زحف المتشددين، قائلاً في مؤتمر صحافي "نحن بحاجة إلى وقف تقدم الإرهابيين، وإلا ستسقط مالي في أيديهم".
بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي عن مشاركة بلاده إلى جانب القوات الحكومية المالية في صد الجماعات المتشددة، مؤكداً في كلمة بثتها وسائل إ علام فرنسية أن قوات بلاده ستشارك في العمليات العسكرية لأطول فترة ممكنة.
وتتزامن هذه التطورات مع استضافة الجزائر أمس الجمعة اجتماعاً لقبائل شمال مالي (الطوارق) لبحث حل الأزمة الأمنية التي يشهدها إقليم الأزواد سلمياً، في محاولة لقطع الطريق أمام أي تدخل عسكري أجنبي لطرد الجماعات المتشددة التي تسيطر على الإقليم منذ إنيسان/أبريل 2012.
وجرى الإجتماع بمدينة أدرار (1600 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائرية) وحضره شيوخ وأعيان من مناطق جزائرية تقع في ولايتي أدرار و تمنراست، واتُفق خلاله على إنشاء مجلس أعيان المصالحة بين أطراف النزاع بشمال دولة مالي.
ويأتي اجتماع الجزائر في وقت دعا فيه مجلس الأمن الدولي إلى نشر بعثة دولية بقيادة إفريقية في مالي بشكل عاجل بعد تقارير عن تحركات عسكرية وهجمات مسلحة في شمال مالي.
وينتظر أن يقوم الوزير الأول المالي ديانغو سيسيكا بزيارة عمل للجزائر يوم غد الأحد بدعوة من نظيره الجزائري عبد الملك سلال، قالت الحكومة الجزائرية في بيان إنها "تندرج في إطار المشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين، وستسمح باستعراض حالة التعاون الثنائي وكذا افاق تعزيزه وتوسيعه".