بعد 20 يوماً من نشر «الحياة» دراسة أعدتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن «السلوكيات الدخيلة لدى الشباب السعودي»، ونفي «الهيئة» إصدار «الدراسة» لعيوب علمية فيها، ظهر أمس دليل جديد على صحة ما نشرته «الحياة»، إذ أرسل المركز الوطني لأبحاث الشباب التابع لجامعة الملك سعود، خطاباً إلى الصحيفة، أكد فيه أن «الأمر بالمعروف» تسلّمت الدراسة وحكّمتها علمياً من 3 محكّمين، وأخذ الفريق العملي في «مركز أبحاث الشباب» بالملاحظات، وعمل على تصويبها في شكل محترف.
وأوضح الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب الدكتور نزار الصالح في الخطاب (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه)، أن «المركز» أعدّ دراسة لصالح «هيئة الأمر بالمعروف» بعنوان: «دراسة تطوير جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في معالجة السلوكيات الدخيلة لدى الشباب السعودي»، مشيراً إلى أن عنوانها يوضح أنها دراسة تشخيص لواقع السلوكيات الدخيلة لدى الشباب السعودي، ثم تطوير جهود «الهيئة» في معالجتها لدى الشباب السعودي.
وقال الصالح: «الدكتور عبدالمحسن القفاري كان يدير مركز البحوث والدراسات بنفسه، وتم الاتفاق معه، ولو لم يكن لدى الشباب السعودي بعض السلوكيات الدخيلة لما طلب من المركز الوطني عمل هذه الدراسة».
وشدد على أن «هيئة الأمر بالمعروف» تسلّمت الدراسة وحكّمتها علمياً من ثلاثة محكمين، «وقام الفريق العلمي (في المركز الوطني لأبحاث الشباب) بالأخذ بالملاحظات وتصويبها كما هو معمول به في المجال العلمي المحترف».
وانتقد الصالح طريقة تعاطي «الهيئة» مع هذا الموضوع. وتابع: «كان الأولى بها (الهيئة) تبيان خططها التي عملتها في علاج ذلك الخلل السلوكي لدى الشباب، مستندة على نتائج الدراسة والبرنامج العلاجي الذي قُدّم، بدلاً من النفي والتشكيك في صدقية الفريق العلمي والمركز الوطني».
وقدّم الصالح دليلاً على أن «الهيئة» تسلمت الدراسة من المركز، لافتاً إلى أن «المركز» تلقى خطاب شكر موقعاً من المدير العام لمركز البحوث والدراسات في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إنجاز الدراسة.
وتضمن خطاب الشكر الذي يحمل توقيع مدير «مركز بحوث الهيئة» بسام اليوسف: «أشير إلى خطاب سعادتكم ذي الرقم 137568/62/2 المؤرخ في 25/02/1433هـ المتضمن الإفادة بإنجاز مشروع دراسة «تطوير جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في معالجة السلوكيات والتقاليد الدخيلة لدى الشباب السعودي» التي كلف بها المركز الوطني لأبحاث الشباب بحسب بنود التعاقد مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نفيد سعادتكم بأنه تمّ تسلّم كامل الدراسة في شكلها النهائي بتاريخ 8/6/1433هـ، وبهذا تمّ إنجاز مشروع الدراسة».
وكانت الدراسة التي نشرتها «الحياة» في 25 كانون الأول (ديسمبر) 2012، نقلت عن مركز البحوث والدراسات في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن 59 في المئة من الشباب السعودي يمارسون سلوكيات دخيلة على المجتمع، تتفاوت بين سلوكيات محرّمة وأخرى مكروهة، وتتعلق غالبيتها بارتداء ملابس عليها صور بنسبة 43 في المئة، وقلائد وأساور بنسبة 26 في المئة، وقص الشعر على شكل «كدش» بنسبة 24 في المئة، إضافة إلى مخالفات أخرى.
لكن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نفت إصدار دراسة عن السلوكيات المخالفة للشباب السعودي.
وقال وكيل الرئيس العام المساعد للشؤون الميدانية والتوجيه المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبدالمحسن القفاري: «الرئاسة تنفي ما نشر في صحيفة «الحياة» منسوباً إليها عن دراسة تتناول مخالفات الشباب السعودي بعنوان: «٥٩ في المئة من الشباب يمارسون سلوكيات محرمة ومكروهة».
كما ظهر الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ على إحدى القنوات الفضائية، ونفى إصدار الدراسة.
وقال آل الشيخ: «إن الدراسة عرضت على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحينما اطلعت عليها رفضتها جملة وتفصيلاً، لأنها غير معقولة، وأحلتها إلى لجنة علمية يترأسها أساتذة أكاديميون، وجهات أخرى، ووجدوا أنها غير صحيحة وغير صادقة».