أظهرت وثائق للحكومة الليبية أن ليبيا أجازت دفع حوالي 200 مليون دولار تقريبا لموريتانيا بعد أشهر من تسليمها رئيس المخابرات الليبي السابق عبد الله السنوسي ليحاكم في ليبيا في تجاهل لمذكرة اعتقال اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق السنوسي.

والسنوسي مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية للاشتباه في مسؤوليته عن تنظيم اعمال انتقام وحشية اثناء انتفاضة 2011 التي انتهت بالإطاحة بمعمر القذافي وقتله بعد أن حكم ليبيا بقبضة حديدية لأربعة عقود.

وقال محامي السنوسي لرويترز انه يعتقد أن مبلغ المئتي مليون دولار -الذي يعادل حوالي 5 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي لموريتانيا- دفع لضمان إعادة السنوسي إلى ليبيا بعد فراره إلي موريتانيا في مارس اذار العام الماضي.

وأظهرت وثائق للحكومة الليبية اطلعت عليها رويترز ان المبلغ دفع وقال مسؤولون ليبيون انه قدم كمساعدة لموريتانيا وهي دولة فقيرة في غرب افريقيا لطرابلس روابط استثمار مهمة معها.

ونفى نائب رئيس الوزراء الليبي السابق مصطفى ابو شاقور ان تكون ليبيا دفعت 250 مليون دينار -حوالي 200 مليون دولار- لموريتانيا نظير تسليم السنوسي.

وقال لرويترز ان المبلغ دفع لمساعدة موريتانيا لأن ليبيا دأبت من قبل على مساعدة الاقتصاد الموريتاني. وأضاف أن ليبيا لديها بالفعل استثمارات ضخمة في موريتانيا.

ورأس ابو شاقور أول وفد ليبي الي العاصمة الموريتانية نواكشوط بعد اعتقال السنوسي في مارس 2012 للتفاوض بشان تسليمه.

وكان السنوسي أحد اقرب مساعدي القذافي على مدى عقود وقد يكون لديه معلومات بشان تفجير طائرة بان أمريكان فوق اسكتلندا في 1988 ومقتل شرطية بريطانية بالرصاص في 1984 أمام السفارة الليبية في لندن.

ويريد محامو السنوسي تسليمه الي المحكمة الجنائية الدولية لأن المحكمة التي يوجد مقرها في لاهاي لا تتبى عقوبة الإعدام.

وأظهرت مذكرة دبلوماسية مؤرخة في 24 يوليو تموز 2012 وصادرة من السفارة الليبية في موريتانيا -اطلعت عليها رويترز ايضا- ان السلطات الليبية طلبت السماح لطائرة مستأجرة من شركة ليبية بالهبوط لمدة 72 ساعة في نواكشوط من اجل "نقل رئيس المخابرات الليبية".

لكن السنوسي لم يرسل إلى بلده حتى اوائل سبتمبر ايلول حيث وصل إلى طرابلس في الخامس من سبتمبر عندما احتجزته السلطات الانتقالية الليبية.

وفي 14 نوفمبر تشرين الثاني نشر مجلس الوزراء الليبي مرسوما يفوض بدفع مبالغ لبضع دول بما في ذلك مبلغ 250 مليون دينار ليبي كتبرع للشعب الموريتاني.

وقال مسؤول حكومي لرويترز ان ليبيا لديها استثمارات في موريتانيا منذ 1978 بدأت باستثمار في صناعة مصايد الاسماك. وهناك ايضا استثمارات تجارية منها استثمارات في القطاع المصرفي.