برر عدد من قائدي سيارات الأجرة "الليموزين" في مدينة جدة ‏رفع تسعيرة المشوار بزيادة تكلفة تراخيص العمالة ‏الوافدة التي أقرتها وزارة العمل مؤخرا وألقت بظلالها على قطاع ‏سيارات الليموزين حيث لجأ سائقوها لرفع تعرفة ‏الركوب بقرار ذاتي ومن دون سابق إنذار.

وقال رئيس ‏لجنة الأجرة بغرفة جدة محمد القحطاني في تصريح إلى "الوطن" إن السبب في ذلك يعود ‏لزيادة تراخيص العمالة الوافدة ، مبينا أنه يعمل في قطاع الأجرة ما ‏يقارب 10% من السعوديين مقابل 90% من العمالة الوافدة وهذه ‏النسبة من المقيمين العاملين على سيارات أجرة يتحمل تكاليفها ‏صاحب العمل وحده.

وأضاف "أن تعقيدات التأشيرات ‏والتراخيص زادت مع رفع وزارة العمل ترخيص العامل الواحد إلى ‏‏2500 ريال، ولو قدرنا أن صاحب المؤسسة التي يعمل بها 25 ‏سائقا من العمالة الوافدة مطلوب منه سنويا سداد 62.5 ألف ريال ‏لوزارة العمل، فماذا بقي له من مكاسب كي يقتنع بأنه يستثمر في ‏مشروع مربح، هذا بالإضافة إلى عطلة السير التي تشهدها ‏شوارع جدة وما يعرقلها من حفر ومشاريع ضخمة تقوم على ‏تنفيذها الأمانة في تزامن واحد دون التفكير بالبدء فيها جزئيا".

وكانت حالة من الاستياء والتململ رصدتها "الوطن" وسط جمهور ‏المتنزهين والزوار بسبب ارتفاع التسعيرة لسيارات الليموزين ‏التي تعد الناقل الوحيد والأسرع للمواطنين والمقيمين، وتقول أم ‏وجدان زائرة قدمت من الباحة لقضاء عطلة منتصف العام ‏الدراسي في جدة إن أزمة السير تشعل أسعار سيارات الأجرة ‏حيث كانت في الموسم السابق تقضي المشوار الواحد من شقتها ‏بحي الفيصلية إلى كورنيش جدة بقيمة 15 ريالا فقط أما في هذه ‏الإجازة فقد لاحظت إصرار قائدي سيارة الأجرة على رفع ‏التسعيرة بشكل مكلف حيث يطالب السائق بـ 50 ريالا على المشوار ‏كحد أدنى.

وأضافت هذا يكلف الأسر زيادة على طاقتها، كما أن سائقي الأجرة في بعض المشاوير يضطرون لتغيير خط ‏مسارهم والدخول في حارات خطرة وسط الأحياء العشوائية وقد ‏يشكل خطرا كبيرا على بعض الركاب خاصة إذا كن من ‏النساء.

ويوضح علي خان قائد سيارة أجرة تحدث إلى "الوطن" أن رفع قيمة ‏المشوار يأتي في ظل زيادة متطلبات صاحب العمل الذي ‏يجبره على أن يكون الدخل الثابت للتاكسي 300 ريال يوميا كحد ‏أدنى وكذلك لمواكبة موجة الغلاء التي تسود جميع المنتجات ‏الاستهلاكية التي تؤثر على مدخوله اليومي الذي لا يتعدى 80 ‏ريالا ينفق منها 20 ريالا لتعبئة البنزين.

من جهته يؤكد فائز الجهني مواطن متقاعد أنه عمل في قطاع ‏الليموزين لسد احتياجات أبنائه الذين مازالوا على مقاعد الدراسة ومجابهة متطلبات المعيشة.

ويضيف أنه مع زحمة السير وتعطل الطرق وكثرة الإصلاحات في ‏شوارع مدينة جدة يضيع الوقت وسط الشوارع بالوقوف لساعات ‏طويلة وهذا يكبده فاتورة بنزين كبيرة قد تتجاوز ما يكسبه في ‏اليوم الواحد.
ويشير إلى أن المواسم هي فرصه للمترزقين كي ‏يجنوا المال الإضافي كما أنه يصعب على قائدي ‏سيارات الأجرة الوصول للزبائن بسبب زحمة السير وتعطل ‏حركة المرور مما يتسبب في انخفاض الدخل فيلجأ السائقون لرفع ‏التسعيرة.

ويتفق معه عوض عويس سائق وافد مبينا أن خطة إنشاء مجموعة ‏من المشاريع والكباري والأنفاق وتحويل خط السير لأشهر ‏الطرق بجدة ساهمت في نشوء حالة من التذمر في قطاع سائقي ‏سيارات الأجرة.