أكد أحمد أبو الغيط أخر وزير خارجية في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك أن "مبارك كان يعتبر الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي .. رجل ذكي للغاية، وخبيث ويتسم بقدر كبير من القسوة والشر". وأضاف أن مبارك كان متابعا لكل ما يجري في ليبيا حتى بعد خروجه من الحكم، مشيرا إلى أن الرئيس المصري السابق "اتصل به أثناء إقامته في مدينة شرم الشيخ بعد أيام من تخليه عن الحكم وطلب منه بصفته وزيرا للخارجية اطلاعه على الوضع الحقيقي على ارض ليبيا". وذكر أبو الغيط في مقابلة مسجلة مع قناة "الحرة" أن "مبارك اتصل به على هاتف منزله واخبره أن القذافي لن يستسلم بسهولة".

وتحدث أبو الغيط عن قضية توريث الحكم التي كانت سببا رئيسيا في اشتعال "ثورة 25 يناير في مصر". ونقلت عن الوزير المصري قوله "جمعتني جلسة خاصة مع مبارك، وفوجئت به يحدثني عما يشاع عن توريث الحكم لنجله جمال، وقال (الناس تقول إنني أريد توريث الحكم لابني، أنا لست مجنونا حتى أضع ابني في هذا السجن)".

وردا على سؤال حول عدم سفر مبارك لخارج مصر بعد خروجه من الحكم، قال الوزير السابق "مبارك كان عنده كبرياء شديد يمنعه من الهرب خارج مصر، وربما جاءته تطمينات جعلته يبقى في مصر ولم يهرب بعد الثورة" ، ولم يحدد الوزير السابق ما إذا كانت هذه التطمينات خارجية أم داخلية. وذكر أبو الغيط أن مبارك "لم يكن قلقا في الأيام الأخيرة التي سبقت الثورة، وفي الأيام الأولى من الثورة رأى جمال مبارك متواجدا في قصر الرئاسة ويتحرك بصورة دائمة بين مكتب والده ومكتب رئيس ديوان الرئاسة زكريا عزمي". وأكد أبو الغيط واقعة تعرض نائب مبارك اللواء الراحل عمر سليمان لعملية اغتيال قبل تنحي مبارك بأيام، مشيرا إلى أن "التاريخ سوف يكشف المتورطين في هذه العملية".

وعن أسباب اندلاع الثورة المصرية قال أبو الغيط "من أهم الأسباب تقدم سن الرئيس السابق بشكل جعل قبضته على الحكم تخف إلى جانب تزايد الحديث عن توريث الحكم لنجله جمال إضافة إلى تزوير الانتخابات البرلمانية في عام 2010". وأضاف "من يعرف طبيعة مبارك يعلم انه ذو شخصية كتومة للغاية لا تظهر ما بداخلها ولكني كنت أستشعر وكأنه كان يحمل جبلا من الهموم وأنه يفكر كيف يتعامل مع الوضع المتدهور في مصر".