وسط سحب من الرمل المتطاير، يتدرب الإماراتيون المشاركون في سباق التحمل على خيولهم وسط الصحراء خارج إمارة دبي.
إحدى الفتيات المشاركات في هذا السباق هي شمسة الشامسي، ذات العشرين ربيعا، والتي تتدرب للمشاركة في أول سباق خيل لها بطول مائة وستين كيلومتراً، فبالنسبة لشمسة، هذه الرياضة تمثل ثقافتها.
تقول شمسة: "كانت الفكرة السائدة هي عدم قدرة النساء على امتطاء الخيل، لكن الآن يمكنك رؤية العديد ممن أصبحن يمارسن هذه الرياضة."
وفي اسطبل مجاور يمتلكه شقيق حاكم إمارة دبي، الشيخ حمدان، يقوم مدير السباق، علي المري، بتدريب خمس عشرة فتاة تحضيراً لسباق التحمل.
ويضيف المري بالقول: "يجب أن تتصف بالصبر، لأن السباق يمتد لمسافات وساعات طويلة."
وتتدرب الفتيات المشاركات في السباق يوميا، ويدرن في حلبة سباق بطول ستين كيلومتراً في نهاية كل أسبوع.
ويعتبر علي المري هذه الفتاة النجمة الرئيسية، إذ فازت فاطمة بعدة سباقات مع أكبر المتسابقين وهي لا تزال بعمر الثماني عشرة.
ويقول المري: "إنها واحدة من أفضل المتسابقين لدي، فهي تتصف بالقوة وتدفع بقدراتها إلى المستويات القصوى، وهذا ما يتطلبه سباق التحمل."
وكان المري قد فاجأ كلاً من فاطمة وشريكتها في السباق دانا، بجوائزٍ لفوزهما في سباقهما الأخير، بأن أهداهما سيارتين جديدتين.
أما مريم ذات العشرين عاماً ، فلم تفز بسيارة بعد، لكنها تحاول اللحاق بالآخرين وتحقيق الفوز يوما ما.
وتضيف مريم بالقول: "لطالما أخبرت عائلتي برغبتي في المشاركة بسباقات التحمل، فأنا أحب الصحراء، وأحب المساحات المفتوحة، وأحب التحدي والسرعة الذي يمثلهما سباق التحمل."
أما المدرب، فيؤكد أن النساء بالأخص مناسبات لسباقات التحمل، ويضيف بالقول: "هنالك فرق بين امتطاء الرجال والنساء للأحصنة، النساء بشكل عام لطيفات، وعندما يسحبن اللجام فإنهن يحددن مدى سرعة الحصان، أما الرجال فيشدون اللجام بقوة أكبر، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى فقدان الطاقة وإنهاك الحصان."
وفي مثل هذه السباقات، يحتاج جميع المتسابقون للراحة، فالخيمة التقليدية خارج حلبة السباق مع كوب من الشاي هي الطريقة المثلى لأخذ قسط من الراحة بعد التدريب المطول في الصحراء.