علن مصدر بوحدة الحماية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية بجدة، عن ارتفاع عدد بلاغات الحالات المعنفة في الآونة الأخيرة عقب تكوين لجنة خاصة لحمايتهم، وأعاد المصدر سبب الارتفاع إلى إدراك المعنفين بجود تلك اللجنة التي تسهم في حفظهم من العنف، مبينا أن البلاغات راوحت شهريا ما بين 30 و40 بلاغا مختلفا ما بين المراهقات والمتزوجات والأطفال.

وأوضحت منال الغريبي، الباحثة الاجتماعية في وحدة الحماية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، أن تلك الحالات تختلف عن الحالات التي كانوا يتابعونها في السابق.

وحول الآلية التي يتم فيها التوصل إلى الحالات، أشارت الغريبي إلى أن اللجنة التابعة للشؤون الاجتماعية تتسلم الحالات من المستشفيات أو المدارس والشرطة، في حين تتجنب المسؤولات الاجتماعيات النزول إلى المنازل لمقابلة الحالات إلا في حال حصولهن على بيان من الشرطة ومرافقين منها.

وأشارت الغريبي إلى أن المعنفين أصبحوا اليوم أكثر جرأة على الإفصاح عن العنف الواقع عليهم، لافتة إلى أنهم يقومون بدراسة الحالات التي تردهم، ويتم التواصل مع المعنفين، الأمر الذي اعتبرته المسؤولات يشكل تحديا حقيقيا لهن، خاصة أن الذين يقومون بالتعنيف ينكرون ذلك ويرفضون التواصل معهم.

جاء ذلك خلال افتتاح أول برامج الحملة التي تطلقها الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان ممثلة في القسم النسوي يوم أمس. وبينت جواهر النهاري، مديرة القسم النسوي بهيئة حقوق الإنسان، أنه حرصا من هيئة حقوق الإنسان على الطفل وحقوقه، قررت أن تقيم حملة متكاملة تحت عنوان «أطفالنا أمانة فلنحافظ عليها» بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ويتمحور البرنامج حول كل ما يخص الطفل من حقوقه وسلوكياته ومشكلاته وأساليب تقويمه.

وقالت النهاري لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال حرص هيئة حقوق الإنسان على الطفل، كان لا بد من إيجاد مثل تلك البرامج، والنزول ميدانيا إلى الأماكن المعنية به، لتتم تغطيتها كاملة من خلال زيارات تفقدية وتثقيفية وتواصلية»، مشيرة إلى أن عام 2013 سيكون عام «حقوق الطفل»، إلى جانب القضايا الحقوقية الأخرى. وقالت: «في نهاية تلك الزيارات والحملات سنخرج بتوصيات وملاحظات يتم رفعها لإمارة المنطقة».

ولفتت إلى مشاركة جميع الباحثات في البرنامج، وحول المواضيع المقترحة في الحملة، أشارت إلى زيارة دور الأيتام وكتابة التقارير الخاصة حولها، إلى جانب قيامهم بزيارات تفقدية للدور التي تعنى بإصلاح الطفل سلوكيا، وزيارات تفقدية للمستشفيات والمراكز الصحية التي تعنى بصحة الطفل.

وأضافت النهاري: «ستكون هناك أيضا زيارات تثقيفية للأماكن التعليمية كالمدارس والجامعات، كما أن مراكز الأحياء ومراكز إيواء المتسولين، ومراكز تأهيل المعاقين من بين الأماكن التي ستتم زيارتها خلال الحملة أكثر من مرة، كما تشمل الحملة إدارة مكافحة المخدرات وإدارة الجوازات والأحوال المدنية».

من جهتها، كشفت نسرين طه، وهي مسؤولة علاقات عامة بوحدة الحماية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية عن سعيهم لإطلاق قناة توعوية تثقيفية يتم الإعلان من خلالها عن تلك الحملات، ونشر الوعي حول العنف، كما من شأنها أن تعرف المعنفين بكيفية الوصول إلى دار الحماية، وقالت: «هي توصية ومقترح نسعى إلى تحقيقه خلال الفترة المقبلة».