تعهدت دول عربية في مؤتمر المانحين في الكويت الأربعاء بتقديم 1.5 مليار دولار مساعدات للشعب السوري.

وقال الأمين العام للامم المتحدة بان غي مون في الجلسة الختامية للمؤتمر الذي عقد ليوم واحد أن الاجتماع "حقق هدفه" بجمع مليار دولار للدول المجاورة لسوريا والتي تستضيف لاجئين فروا من القتال الدائر فيها و500 مليون دولار أخرى لإغاثة أربعة ملايين سوري تأثروا بالصراع في الداخل.

وأكد بان أن الرئيس السوري بشار الأسد "عليه المسؤولية الأساسية في وقف معاناة شعبه وعليه أن يسمع صراخهم".

وأوضح بان في ختام المؤتمر: "لا يمكننا أن نستمر على هذا المنوال. والأهم هو أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الحكومة السورية والرئيس الأسد. عليه أن يسمح صوت هذه الجماهير الغفيرة وصرخاتها".

وتعهدت الإمارات بتقديم مبلغ 300 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين، وذلك خلال مؤتمر المانحين الذي تستضيفه الكويت.

وأكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بأن دولة الإمارات ملتزمة بإرسال المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الدول المجاورة منذ بدء الأزمة.

وأعلن مستشار الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، صالح الطائي، عن بناء مخيم جديد للاجئين السوريين بالأردن.

وبدوره قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن بلاده ستقدم 300 مليون دولار لمساعدة الشعب السوري.

وصرح الشيخ صباح بذلك في افتتاح المؤتمر الدولي للمانحين الذي تستضيفه الكويت لجمع 1.5 مليار دولار لملايين المتضررين من الصراع المستمر في سوريا منذ نحو عامين.

كما أعلنت السعودية عن تقديم 300 مليون دولار في إطار الجهود الرامية لإغاثة الشعب السوري.

وأعلنت مملكة البحرين أيضا عن تقديمها 20 مليون دولار خلال الجلسة الأولى من المؤتمر، تقدم للاجئي سوريا في البلاد المجاورة.

من جهة أخرى وصف أندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن، تعهدات مؤتمر المانحين بأنه يمثل "خبرا سعيدا".

وأوضح في حديث إلى "سكاي نيوز عربية" أن المساعدات التي يحتاجها اللاجئون تتفاوت حسب مواقعهم، إذ يحتاج بعضهم أموالا سائلة، بينما آخرون بحاجة إلى مساعدات أخرى تبدأ من الأغذية وصولا إلى البنى التحتية.

وشدد هاربر على أهمية التنسيق المشترك بين المفوضية، وبين سلطات الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين.

وقال أمير الكويت إن السلطات السورية تتجاهل مطالب شعبها "العادلة"، معنبرا أن الوضع في سوريا "كارثي".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن أكثر من 4 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدات عاجلة، كما اعتبر أن الأزمة في سوريا بحاجة إلى حل سياسي.

وقالت فاليري اموس، الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ، إن أكثر من 60 ألف قتيل سقطوا في سوريا خلال نحو عامين، واشارت في الوقت ذاته إلى أن نقص التمويل يؤثر على أعمال الإغاثة الإنسانية.

وطالب العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين بإنشاء صندوق لدعم اللاجئين السوريين ومساعدة الدول المضيفة.

وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إن لبنان لن يغلق حدوده أمام اللاجئين السوريين. لكنه طالب الدول العربية بمشاركة بلاده في تحمل أعباء اللاجئين السوريين واستيعاب عدد منهم على أن يكون ذلك بموافقة اللاجئين أنفسهم والدول العربية الراغبة في استضافتهم.

وشاركت نحو 60 دولة و20 منظمة إنسانية في المؤتمر.

اللاجئون يريدون الدعم "سريعا"

مراسنا في ريف حلب الذي يعاني فيه آلاف النازحون ظروفا معيشية صعبة نتيجة البرد القارس وعدم وجود ما يكفي من الطعام والدواء، قال إن من تحدث إليهم من النازحين طالبوا بالإسراع في تقديم المساعدات. 

وطالب النازحون في ريف حلب بسرعة وصول المساعدات بأي وسيلة، في ظل ظروف قاسية يعايشونها من حيث البرد القارس ونقص في الطعام والدواء.

وقال مراسلنا إن النازحين يواجهون البرد القارس وأيضا الغارات الجوية التي لا تزال تقصف أجزاء من محافظة حلب وريفها بالقنابل في إطار الصراع المسلح بين الحكومة والمعارضة.

وفي المقابل، قال مسؤول حكومي لسكاي نيوز عربية إن الحكومة السورية مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة في إيصال المساعدات إلى النازحين شريطة ألا يكون وراءها أجندة سياسية.

وأوضح رئيس لجنة الشؤون الاغاثية بوزارو الشؤون الاجتماعية السورية فراس نبهان إن دمشق لا تعلم ما هي الآلية التي سيتم بها توزيع المساعدات " لكننا سنشارك في أي جهد من اجل اغاثة المتضرري"

وأضاف:"ما نأمله هو أن تكون المساعدات موجهة للإغاثة فقط دون وجود أجندة سياسية من ورائها".