أعلن وكيل وزارة المياه والكهرباء الدكتور صالح العواجي أن أسعار أجهزة التكييف سترتفع في المستقبل، بسبب تحسن كفاءتها، مشدداً على أن أسعار تعرفة الكهرباء قابلة للمراجعة، مشبهاً عملهم في التوعية بترشيد الكهرباء بعمل «الواعظ»، واصفاً هذه التوعية بأنها لا تؤدي دورها.

وقال العواجي أمس، على هامش إعلان المؤتمر السعودي للتدفئة، إنه صدر قرار من مجلس الوزراء بوقف استيراد المكيفات المتدنية الأداء، مضيفاً أن «العزل الكهربائي سيزيد من كفاءة الطاقة، والخطوة الأولى الإلزامية التطبيق بدأت في الرياض، وتتبعها المنطقة الغربية ثم المنطقة الشرقية، وستعمم بعدها على أنحاء المملكة كلها».

وأضاف: «اتفقت وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المياه على آلية حالية للكشف عن العزل الحراري في المباني، عبر طاقم متخصص يقوم بزيارات دورية لها، ولن يتمّ اعتماد المخططات إلا بعد تضمينها العزل الحراري، الذي وُضع شرطاً أساساً في منح رخصة البناء، والعزل الحراري يوفر 40 في المئة من الطاقة، وكلفتها تُسترد في فترة من ثلاثة إلى خمسة أعوام، ويستفيد المواطن بعد ذلك».

وزاد العواجي: «أسعار التعرفة الكهربائية قابلة للمراجعة، والدولة صاحبة القرار في هذا الأمر»، موضحاً أن أسعار أجهزة التكييف قد ترتفع خلال المرحلة المقبلة، لأن كفاءة هذه الأجهزة ستتحسن، فإذا أصبحت المعادلات متغيرة فمن الطبيعي أن يكون هناك تغير في الأسعار، ولكنه سيعوضه خلال فترة وجيزة».

وشدد على «أنهم في وزارة الكهرباء توصلوا إلى قناعة أن التوعية لا تقوم بالدور المطلوب لتوفير الكهرباء، فنحن كمن يعظ، ولكن فعل المتلقي اختياري، ونرى أن الحلّ يكمن عبر تشريعات تراعي مصلحة الجميع».

وعزا العواجي سبب وجود أجهزة التكييف الرديئة في السوق السعودية إلى السوق المفتوحة، وقال: «ولا تُلام الدولة المصدرة لإرسال هذه الأجهزة، بل يُلام المستفيد الأخير الذي أدخلها إلى بيته، لكن سيكون هناك رقابة مستقبلاً على هذه الأجهزة قبل دخولها إلى المملكة».

من جهته، رأى مدير المركز السعودي لكفاءة الطاقة الدكتور نايف العبادي، أن هناك لجنة وزارية تعمل في منظومة متكاملة، لإيجاد بديل للمواطن في أجهزة التكييف عبر التحكم في سوقها، والدراسات أثبتت أنه ليس هناك علاقة بين السعر العالي والأداء الحسن»، مضيفاً: «ثبت عبر دراسة أجريت عن التوعية، أن المجتمع يحتاج إلى معرفة سبل الطاقة وترشيدها، لأجل التوصل إلى شريحة كبيرة سنقوم بالتواصل معهم عبر الإعلام الجديد».

وأضاف: «موضوع الصيانة المنزلية ليس لنا فيه إلا التوعية عبر برامج عدة، مثل موقع الوزارة الذي نضع فيه دائماً إرشادات ترشيد الكهرباء في شكل مستمر، ومن خلال بطاقات كفاءة الطاقة، التي توضع عبر هيئة المواصفات والمقاييس، وشركة الكهرباء، ووزارة التربية والتعليم، وأملنا أن يأخذ المركز السعودي هذه المسؤوليات والتخصصات».

وتستعد وزارة المياه والكهرباء بالمشاركة مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة، لتنظيم فعاليات المؤتمر والمؤتمر السعودي للتدفئة والتهوية والتكييف 2012، بهدف زيادة كفاءة أجهزة التكييف وخفض الأحمال في أوقات الذروة.

وتنبع أهمية المؤتمر من أهمية المحافظة على مصادر الطاقة في المملكة، مع الظروف المناخية التي تحتم عليها الاستخدام المكثف للتكييف، لمواجهة حرارة الصيف والحاجة الماسة للاستفادة من الخبرات الدولية في خفض استهلاك الكهرباء بوسائل مبتكرة ومتطورة ذات جدوى اقتصادية.