قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الاحد ان هجوما تعرض له مجمع عسكري سوري يظهر ان اسرائيل جادة في منع تدفق اسلحة ثقيلة الى لبنان معترفا فيما يبدو للمرة الأولى بأن اسرائيل نفذت الهجوم.

ولزمت اسرائيل الصمت رسميا بشأن غارة الاربعاء التي قالت سوريا انها استهدفت مركز ابحاث عسكريا شمال غربي دمشق.

وقال باراك في مؤتمر امني في ميونيخ يوم الاحد "لا يمكنني اضافة اي شيء لما قرأتموه في الصحف بشأن ما حدث في سوريا قبل عدة ايام.

"لكنني اواصل القول صراحة اننا قلنا.. وهذا دليل آخر على اننا حين نقول شيئا فاننا نعنيه. نقول اننا لا نعتقد انه ينبغي السماح بجلب انظمة اسلحة متقدمة الى لبنان."

وقال دبلوماسيون ومقاتلون من المعارضة السورية ومصادر امنية ان طائرات اسرائيلية قصفت قافلة قرب الحدود اللبنانية يوم الاربعاء مستهدفة فيما يبدو اسلحة متجهة الى جماعة حزب الله اللبنانية التي خاضت حربا مع اسرائيل لمدة 34 يوما عام 2006.

ونفت سوريا هذه المزاعم وقالت ان الهدف كان مجمع جمرايا على المشارف الشمالية الغربية لدمشق وعلى بعد 13 كيلومترا من الحدود.

وقال بعض الدبلوماسيين والمصادر الامنية ان الروايتين المتناقضتين ظاهريا ربما تشيران الى نفس الحادث بالنظر الى قرب جمرايا من الحدود والى ان مركبات داخل المجمع أصيبت في الهجوم بالاضافة الى الابنية.

وبث التلفزيون السوري لقطات من قاعدة جمرايا للمرة الاولى تظهر ضررا كبيرا للمباني وعدة مركبات عسكرية ثقيلة يبدو انها قادرة على حمل صواريخ. وكانت عربة مموهة واحدة على الاقل مزودة بما بدا أنه هوائي للاتصال بالاقمار الصناعية.

وظهر في اللقطات ايضا العديد من العربات والشاحنات المحترقة ومنها واحدة بها فتحة كبيرة في سقف كابينة السائق. وعرض التلفزيون ايضا لقطات لمكتب من الداخل تظهر دمارا كبيرا.

وقبل تصريحات باراك كانت اسرائيل تلزم الصمت بشأن الهجوم مثلما فعلت عام 2007 حين قصفت ما يشتبه انه موقع نووي سوري وهو هجوم مر دون انتقام عسكري من جانب سوريا.

وحذر السفير السوري لدى لبنان يوم الخميس من أن بلاده يمكن ان تتخذ قرارا مفاجئا بالرد لكنه لم يذكر تفاصيل. واحتجت دمشق لدى الامم المتحدة وقالت انها تعتبر الغارة انتهاكا لاتفاق فض الاشتباك عام 1974 في أعقاب حرب عام 1973.

وفي اول رد فعل من جانبه ترد عنه انباء اتهم الرئيس السوري بشار الاسد اسرائيل يوم الاحد بالسعي لزعزعة استقرار سوريا وقال ان دمشق قادرة على "مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري."

وادلى الاسد بالتصريحات في لقاء مع الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي الذي تعهد بدعم كامل من ايران "للشعب السوري المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني وحرصها على التنسيق المستمر مع سوريا للتصدي للمؤامرات والمشاريع الخارجية.