سادت اجواء من التفاؤل طهران والدول الكبرى مع الاتفاق على استئناف المحادثات حول الملف النووي الايراني في 26 شباط/فبراير في كازاخستان، بعد توقفها لاشهر.
فقد اعلن المجلس الاعلى للامن القومي الايراني المكلف المفاوضات النووية ان "المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 ستجري في 26 شباط/فبراير في كازاخستان" وذلك بعد محادثات هاتفية بين ممثلين عن ايران والاتحاد الاوروبي.
واوضح المصدر نفسه ان "علي باقري نائب رئيس المجلس الاعلى للامن القومي وهيلغا شميد نائبة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي (كاثرين اشتون) اتفقا على ذلك اليوم (الثلاثاء) في اتصال هاتفي".
وتضم مجموعة 5+1 الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) والمانيا.
وفي بروكسل، اكد الاتحاد الاوروبي الثلاثاء ان المفاوضات ستستأنف في 26 شباط/فبراير في كازاخستان بعد اشهر على توقفها.
وقالت متحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي في بيان ان كاثرين اشتون "تأمل في ان تكون المحادثات مثمرة وان يتحقق تقدم ملموس على طريق التوصل الى حل تفاوضي".
واضاف البيان ان هيلغا شميد اتفقت مع نظيرها الايراني علي باقري على اجراء جولة جديدة من المحادثات ستجري مع مجموعة 5+1 "في الماتي، عاصمة كازاخستان في 26 شباط/فبراير".
وتابع الاتحاد الاوروبي في البيان ان اشتون "تامل في ان تكون المحادثات مثمرة وان تحقق تقدما ملموسا على طريق التوصل الى حل تفاوضي لتبديد مخاوف المجتمع الدولي بشان برنامج ايران النووي".
وفي باريس اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا والولايات المتحدة ستمارسان الضغوط "حتى النهاية" على طهران حتى تسفر المفاوضات حول الملف النووي الايراني عن نتيجة.
واضاف هولاند الذي كان يتحدث في ختام مأدبة غداء مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يزور باريس، ان "ايران لا تزال ترفض الشفافية". وقال "لذلك سنمارس ضغوطا حتى النهاية حتى تسفر المفاوضات عن نتيجة".
وكان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي اعلن الاحد في ميونيخ جنوب المانيا ان القوى العظمى عرضت على ايران عقد اجتماع في 25 شباط/فبراير في كازاخستان لمحاولة استئناف المفاوضات الدبلوماسية حول برنامجها النووي المثير للجدل بعد اشهر من الانقطاع.
وكانت مجموعة 5+1 طرحت قبل ذلك عقد اجتماع في كانون الاول/ديسمبر ثم في كانون الثاني/يناير، لكن لم يتم التوصل الى اتفاق مع ايران حول الموعد والمكان.
وتم الحديث عن القاهرة واسطنبول كمكانين محتملتين للقاء بعد ان جرت اخر جولة مفاوضات في موسكو في حزيران/يونيو 2012.
وكانت ايران ومجموعة 5+1 عاودتا الاتصالات في منتصف كانون الاول/ديسمبر لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي بعد بضعة اشهر من الانقطاع لكن بدون الاتفاق على مكان وموعد الاجتماع المقبل.
وهذه المفاوضات توقفت في 2012 عندما طلبت القوى الكبرى من ايران تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في محطة فوردو (وسط) تحت الارض وتصدير مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة.
وتقدمت القوى الكبرى بهذا الطلب خشية ان يتيح هذا المخزون والتكنولوجيا لطهران انتاجا سريعا لليورانيوم المخصب بنسبة تفوق 90 بالمئة، وهي النسبة اللازمة لصنع سلاح نووي.
لكن القوى الكبرى لم تعلن استعدادها لتخفيف العقوبات كما تطالب ايران التي رفضت عرضها خلال اخر اجتماع في موسكو.
وما زالت الخلافات عميقة بين القوى الكبرى التي تشتبه في ان ايران تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وبين طهران التي تؤكد ان من حقها تخصيب اليورانيوم لاغراض سلمية وتنفي على الدوام وجود اي طابع عسكري لبرنامجها النووي.
وبالتالي من غير المرجح ان تؤدي المفاوضات الى احراز تقدم ملموس هذه السنة كما اعتبر والي نصر استاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكنز.