أفادت مراسلتنا بالعراق بأن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 40 آخرون من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في هجوم صاروخي استهدف معسكر الحرية الواقع قرب مطار بغداد الدولي فجر السبت.

وأضافت أن 20 صاروخا تم إطلاقهم على معسكر المنظمة التي انتقلت إليه من معسكر أشرف قبل عام.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في العراق، إلينا نبعة، إن "هجوما بصواريخ الهاون استهدف معسكر (ليبرتي) أسفر عن مقتل وإصابة العديد من السكان".

وأضافت أن "عددا من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح في الحادث كذلك، لكننا لا نستطيع تحديد العدد".

من جانبه، أكد مصدر في وزارة الداخلية أن "خمسة من عناصر المعارضة الإيرانية قتلوا فيما أصيب 40 آخرون".

لكن المنظمة أصدرت بيانا أكدت فيه "مقتل ستة أشخاص بينهم امرأة وإصابة أكثر من 50 آخرين في الهجوم".

واستهدف الهجوم معسكر ليبرتي الذي يضم 3100 عنصر من مجاهدي خلق الذين انتقلوا إليه مؤخرا من معسكر أشرف، مقرهم التاريخي الذي كانوا يستخدمونه منذ عام 1980.

وحول مطالبة عناصر منظمة مجاهدي خلق الأمم المتحدة بالموافقة على عودتهم إلى معسكر أشرف شرقي بغداد، قالت نبعة لـ"سكاي نيوز عربية" "هناك مطالب من هذا النوع وهي مستمرة، لكن الاتفاق بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة يقضي بوجوب بقائهم في معسكر الحرية تمهيداً لنقلهم إلى دول أخرى".

مؤكدة "أن بعض الدول (لم تسمها) قد وافقت على استقبال عناصر مجاهدي خلق الإيرانية وأن عدداً منهم قد أجروا مقابلات تمهيداً للانتقال من العراق".

يذكر أن الحكومة العراقية باشرت بالتنسيق مع الأمم المتحدة، في فبراير 2012، بنقل سكان معسكر أشرف، شمالي بعقوبة، الذين يبلغ عددهم نحو 3400 شخص، إلى معسكر الحرية، قرب مطار بغداد غربي العاصمة، على دفعات، في أول عملية نقل لعناصر مجاهدي خلق خارج محافظة ديالى شمال شرقي العاصمة بغداد، منذ أبريل 2003.

واعتبرت الحكومة العراقية في سبتمبر الماضي أن وجود منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بشكل غير مشروع في البلاد يمثل نقضاً لالتزامات العراق الدستورية وسياساته السلمية في العالم.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد رفعت في سبتمبر الماضي اسم منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة من قائمة المنظمات الإرهابية.

يذكر أن منظمة مجاهدي الشعب الإيراني أو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية، إذ تأسست المنظمة العام 1965 على أيدي مثقفين إيرانيين أكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه في إيران آنذاك.

وبعد سقوط نظام الشاه نتيجة "الثورة الإيرانية" والتي أدت منظمة مجاهدي خلق دورا كبيرا في انتصارها، بعد أن أعدم نظام الشاه مؤسسيها وعددا كبيرا من أعضاء قيادتها، ظهرت خلافات بينها وبين نظام الحكم الإيراني الجديد، وصلت بعد عامين ونصف العام من الثورة إلى حد التقاتل بين الجانبين في صراع محتدم مستمر حتى الآن.