قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب يوم الأحد انه مستعد لاجراء محادثات مع ممثلي الرئيس بشار الأسد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال سوريا في محاولة لانهاء صراع ادى الى قتل نحو 60 الف شخص.
وقال الخطيب في بيان على صفحته على فيسبوك إن إجراء المحادثات سيكون "من أجل رحيل النظام توفيرا للمزيد من الدماء والخراب."
وقالت مصادر في الائتلاف وهو جماعة شاملة لقوى المعارضة السياسية ان الخطيب وهو رجل دين معتدل من دمشق التقى مع المبعوث الدولي بشأن سوريا الاخضر الابراهيمي في القاهرة يوم الاحد.
ولعب الابراهيمي دورا رئيسيا في تنظيم اجتماعات بين الخطيب ووزيري خارجية روسيا وايران الدولتين الرئيسيتين الداعمتين للاسد في ميونيخ الاسبوع الماضي.
وقالت المصادر ان الرجلين تناولا في محادثاتهما يوم الاحد مسألة مااذا كان الائتلاف سيقر رسميا مبادرة السلام التي طرحها الخطيب.
وتعارض جماعة الاخوان المسلمين التي تسيطر على كتلة ضخمة داخل الائتلاف الذي يهيمن عليه الاسلاميون هذه المبادرة.
ولكن المصادر قالت ان من غير المحتمل ان تتحدى الجماعة وهي القوة السياسية الوحيدة المنظمة في المعارضة سلطة الخطيب بشكل مباشر مع اكتساب مبادرته لشعبية في سوريا.
ولم ترد السلطات السورية بشكل مباشر على مبادرة الخطيب التي صيغت في عبارات واسعة الشهر الماضي. ولكن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي كرر يوم الجمعة موقف الحكومة بان هناك ترحيبا بزيارة المعارضة دمشق لمناقشة مستقبل سوريا وفقا لمقترحات الاسد لاجراء حوار وطني.
ويرأس الخطيب الائتلاف الوطني السوري منذ انشائه في قطر في ديسمبر كانون الاول الماضي بدعم غربي وخليجي.
وتزامنت احدث عروضه لاجراء محادثات مع تحدث المعارضة عن اقتراب القتال من وسط دمشق بعد تقدم لمقاتلي المعارضة في شرق العاصمة الاسبوع الماضي.
وقالت لجان التنسيق المحلية ان اشتباكات وقعت يوم الاحد في حي العفيف بدمشق والمجاور لمجمع رئاسي.
وقالت ان 77 شخصا قتلوا في سوريا يوم الاحد من بينهم 16 قالت ان قوات الاسد اعدمتهم في مدينة دير الزور بشرق سوريا. ويستحيل التأكيد من صحة مثل هذه التقارير لان سوريا تفرض قيودا شديدة على دخول وسائل الاعلام المستقلة.
وعندما طرح الخطيب عرضه للمحادثات الشهر الماضي جعل هذا مشروطا ببدء السلطات الافراج عن عشرات الالاف من السجناء السياسيين الذين اعتقلوا منذ تفجر الانتفاضة.
وقالت الامم المتحدة يوم الجمعة انها ترى بصيصا من الامل في عرض الخطيب.
وقال جيفري فيلتمان الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية ان هذا العرض "اكثر الامور المبشرة التي سمعناها بشأن سوريا في الاونة الاخيرة."
وطرح الخطيب يوم الاحد افكارا بشأن مكان انعقاد المحادثات.
وقال "إذا كان النظام حريصا على السيادة الوطنية ولا يريد أن يخرج من الأراضي السورية فهناك حل مناسب وهو الأراضي المحررة شمال سوريا."
وتساءل قائلا "والسؤال المهم: هل يقبل النظام التفاوض على رحيله؟ مع أقل الدماء والدمار؟"
والافراج عن السجناء السياسيين قضية مهمة بالنسبة للمعارضة. وقال الخطيب انه حتى شخصيات المعارضة التي تمثل الوسط والمستعدة لاجراء محادثات مع الاسد مثل عبد العزيز الخير وهو ناشط علوي مخضرم لحقوق الانسان سجنت.
وقال "يتعامل النظام مع إطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً النساء بشكل غير إنساني بالمرة.
"رغم سنتين من القتل المتوحش ما يزال النظام يحاول كسب الوقت في حوارعقيم ."
وقال الخطيب ان النظام ضيع"فرصة نادرة" بعدم الموافقة على الافراج عن السجينات بحلول موعد نهائي حدده هو امس الاحد ولكنه قال" أجد أن من الواجب الوطني والأخلاقي أن نتفاوض من أجل رحيل النظام توفيراً للمزيد من الدماء والخراب.