أفاد مراسلنا في اليمن أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر، الخميس، قرارا جمهوريا بإعادة هيكلة وزارة الداخلية.

ويأتي القرار تنفيذا للمبادرة الخليجية لنقل السلطة وآليتها التنفيذية التي نصت على إعادة هيكلة قوات الجيش والأمن الذين شهدا انقساما أبان ثورة الشباب في عام 2011.

وجرى إعداد الهيكل التنظيمي الجديد لوزارة الداخلية من قبل خبراء أوروبيين وأردنيين.

قتلى في مواجهات بالجنوب

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت ارتفاع حصيلة أعداد القتلى والمصابين إثر مواجهات الإصلاح والحراك بعدن جنوبي اليمن ليصل إلى ثلاثة قتلى وأكثر من 20 مصابا.

وكان شخص قد قتل وأصيب آخرون من أنصار الحراك الجنوبي في اشتباكات مع مسلحي حزب الإصلاح وقوات الأمن في مدينة كريتر بمحافظة عدن جنوبي اليمن، بينما لقى اثنان على الأقل مصرعهما في المواجهات بين قوات الجيش وأنصار الحراك في محيط ساحة العروض بخور مكسر بالإضافة إلى سقوط مصابين.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى بالوزارة - في بيان صحفي الخميس - إن التقارير حول تطورات الأحداث في عدن جنوبي اليمن أكدت أن عناصر مسلحة تابعة لحزب الإصلاح وبالتعاون مع قوات الأمن تصدت لمسيرة يقودها القيادي في الحراك بعدن، حسين العاقل، ما أدى إلى مقتل أحد أنصار الحراك وإصابة أخرين تم نقلهم إلى مستشفى النقيب.

وأوضح المصدر أن أكثر من 20 مصابا سقطوا بساحة الحرية بخور مكسر بعدن برصاص القوات العسكرية.

وكانت قوات الأمن اليمنية قد أطلقت النار من مختلف أنواع الأسلحة على الجماهير الجنوبية، كما استخدمت قذائف الغاز المسيلة والقنابل الحارقة التي رموها بشكل كبير هو الأول من نوعه على الجماهير داخل ساحة خور مكسر.

ويستعد الحراك الجنوبي المطالب بغالبيته بالانفصال عن الشمال، والقوى المؤيدة للوحدة وللتجمع اليمني للإصلاح (إسلامي مشارك في الحكومة)، إلى التظاهر في نفس المكان والزمان بعد ظهر الخميس في ساحة العروض، وسط مخاوف من مواجهات بين الجمهورين.

ويحتفل مؤيدو الوحدة في الذكرى الأولى لانتخاب هادي المتحدر من الجنوب رئيسا توافقيا لليمن ضمن اتفاق انتقال السلطة، بينما يحتفل الحراك بالذكرى الأولى لـ"مقاطعة" هذه الانتخابات.

واعتقلت السلطات خلال الأيام الماضية عددا من الناشطين الجنوبيين المطالبين بالانفصال، لاسيما القيادي قاسم عسكر، فيما اتهم ناشطو الحراك التجمع اليمني للإصلاح باستقدام ناشطين من الشمال.

ويتجمع الآلاف من أنصار الحراك، خصوصا القادمين من محافظات لحج والضالع وشبوة وأبين وحضرموت والمهرة، في أحياء قريبة من ساحة العروض، خصوصا في مخيم الشهيد درويش، بانتظار التقدم إلى ساحة العروض، كما يستعد أنصار الوحدة للتقدم أيضا.

إلا أن السلطات فرضت تدابير أمنية مشددة في المدينة، وانتشرت وحدات الشرطة والجيش بكثافة فيما شلت الحياة بشكل كبير في كبرى مدن الجنوب في ظل مخاوف من مواجهات في الشارع.

وكان فصيلان من الحراك الجنوبي قررا المشاركة في الحوار الذي يفترض أن ينطلق في 18 مارس في إطار تنفيذ اتفاق انتقال السلطة والسعي لحل مشكلات البلاد الكبرى مثل القضية الجنوبية والتمرد الشيعي في الشمال، فضلا عن تعديل الدستور.

إلا أن قسما كبير من الحراك ما زال يرفض الانضمام إلى الحوار، لاسيما الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض.

وهدد مجلس الأمن بفرض عقوبات على أي طرف يعرقل المرحلة الانتقالية في اليمن.