كشفت لـ "الاقتصادية" مصادر مطلعة عن دخول شركات ومصانع كبرى خاصة بإنتاج الألبان والعصائر ومياه الشرب، على خط المنافسة لتشغيل المقاصف المدرسية التابعة لوزارة التربية والتعليم، في مقدمتها شركتا المراعي ونادك.

وأكدت شروع شركات ومصانع مختصة بإنتاج الألبان والعصائر في المنافسة، حيث ستخضع هذه المصانع لتأهيل وتطبيق الشروط الصحية والإنتاجية قبل ترسية مشاريع المقاصف عليها، وسيتولى مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم "تطوير"، من خلال شركة تطوير التعليم القابضة، تأهيل الشركات المتقدمة.

وقالت المصادر إن تأهيل شركات الألبان ومنتجاتها خطوة أولية، يأتي بعدها تأهيل الشركات الخاصة بتصنيع المواد الغذائية والفطائر، حيث تأتي في مقدمة الشركات المنافسة شركة الخليج للتموين، التي تتولى في الوقت الحالي تشغيل المقاصف المدرسية في ثلاث مناطق في السعودية، وهي الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، ويستفيد منها نحو 1.2 مليون طالب وطالبة.

ووفقا للمصادر، فإن مشروع التأهيل مفتوح لجميع الشركات والمصانع الوطنية الخاصة في تصنيع الألبان والعصائر والفطائر، إضافة للمأكولات الخفيفة مثل معمول التمر والبسكويت، بشرط التزامها بالمعايير الصحية.

وأشارت إلى أهم شروط الجودة في المأكولات، وهي إعداد وتحضير الأطعمة في ظروف صحية جيدة، وفي اليوم ذاته الذي تباع فيه، وتغليفها بالبلاستيك ويُدون عليها المكونات وتاريخ الصلاحية بخط واضح، إضافة إلى التقيد بما تنص عليه المواصفات القياسية للأغذية الصادرة من الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس.

يأتي ذلك في الوقت التي حذرت الوزارة من بيع عدد من الأغذية ووصفتها بـ "الممنوع" تداولها في المقصف المدرسي، كالحلوى بأنواعها، والشوكولاته والعلك والمصبرات والمسليات الخاوية (ذات القيمة الغذائية المنخفضة) بجميع أنواعها، بما في ذلك الشيبس والبفك بأنواعها المختلفة.

وتشمل قائمة الممنوعات المشروبات الغازية بأنواعها، ومشروبات الطاقة، ويمنع الطلاب من إحضارها من خارج المدرسة، إضافة إلى العصائر والمشروبات السكرية التي تقل فيها نسبة العصير عن 30 في المائة، واللحوم والكبدة.

وعادت المصادر لتؤكد أن هناك عملا جادا لتطوير المقاصف المدرسية في جميع إدارات التعليم، وفق رؤية واضحة ومعايير ومواصفات واحدة للجميع، دون استثناء.

إلى ذلك أكد عدد من مسؤولي الوزارة والمختصين خلال ورشة تطوير وتحسين المقاصف المدرسية التي أقيمت في العاصمة الرياض خلال الفترة الماضية، أهمية العناية بالوجبات المقدمة للطلاب والطالبات.

وقالت نورة الفايز نائبة وزير التربية والتعليم، أهمية التغذية على صحة الطلاب وعلى تحصيلهم العلمي، مؤكدة أن على المدرسة أن تقوم بدورها في هذا الجانب من تقديم الوجبات المناسبة صحيا لهم، إلى جانب اهتمامها بغرس السلوكيات والعادات الصحية المناسبة، مثل أسلوب الوقوف في النظام عند المقصف واحترام الأكل ووضع المتبقي في المكان المناسب، والمحافظة على النظافة.

وشاركها الرأي الدكتور محمد الكنهل الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء، داعياً إلى تقديم فترة الإفطار "الفسحة" بعد نهاية الحصة الأولى، وجعل الدرس الأول من المواد السهلة، مطالباً الأمهات بالقيام بدورهن في تدريب أبنائهن وبناتهن على الإفطار الصباحي في المنزل.

وقال الكنهل إن الطلاب والطالبات الذين يتناولون إفطارهم في المنزل قبل الذهاب للمدرسة يستطيعون التفكير بذكاء، ويلعبون لفترات طويلة ويكون أداؤهم أفضل من الذين لا يفطرون صباحاً.

وانتقد الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الوضع الحالي للممارسات الغذائية، وقال: "إننا لسنا كما كان آباؤنا وأجدادنا، فهم يفطرون مبكرا، والعشاء يكون عند المغرب، وهو ما تطبقه الدول المتقدمة حاليا، أما نحن الآن فالعشاء يكون متأخرا عند العاشرة أو 12 ليلا".

وكانت الوزارة وشركة تطوير التعليم القابضة قد وقعتا اتفاقية تقضي بأن تتولى الشركة إدارة عقود تشغيل المقاصف في مدارس التعليم العام للبنين والبنات كافة، بناء على موافقة خادم الحرمين الشريفين على قيام شركة تطوير التعليم القابضة (شركة مملوكة بالكامل للدولة) بإدارة عقود تشغيل المقاصف المدرسية من خلال تعاقدها مع الشركات المتخصصة في هذا المجال وفقاً لنظامها الأساسي.