كشف القنصل العام الاثيوبي زنب كبد قورشو في حوار خاص لـ «المدينة» ان أبناء الجالية الاثيوبية في المملكة يتعرضون لحملة شرسة لتشويه الصورة الذهنية عن (الاثيوبي) والذي يتمتع بالاخلاق والامانة والمحبة لكل أبناء المملكة -حسب قوله-، مشيرا الى ان حملة التشويه وجدت من يروج لها عبر وسائل الاتصال الالكترونية ممن له مصلحة في ابعاد العمالة الاثيوبية واخراجها من المملكة.

فيديوهات مفبركة

وقال ان استمرار بث العديد من الفيديوهات والمقاطع عبر خدمة YouTube والتي تظهر قيام البعض بعملية القبض على العمالة أثر في عملية اصدار التأشيرات بشكل كبير، مما يشير الى ان الوضع الحالي وما يحصل لابناء الجالية الاثيوبية في المملكة وصل الى أهليهم في مختلف مدن اثيوبيا، واحجم الكثير منهم عن القدوم الى المملكة والسبب هو الخوف من تفاقم الاوضاع ونحن الان نرصد هذا التوقف ونعمل الى اعادته الى سابق عهده وعودة الاوضاع الى احسن من السابق ولفت الى انه لا صحة لما يروجه البعض من ان الاثيوبي يقوم بالتهريب وترويج السلاح.

رسائل الـ (وتس أب)

وقال ان الكثير ممن ظهروا في الفيديوهات وعبر الوسائط ورسائل (الوتس أب) غير اثيوبيين والاخرون لم يتأكد من كونهم اثيوبيين، مبينا ان القنصلية خلال الفترة الماضية عملت جنبا الى جنب مع الجهات المختصة في المملكة من أجل توضيح الصورة الحقيقية للوضع الراهن.

علاقات تاريخية

وأوضح ان متانة العلاقات التاريخية بين جمهورية اثيوبيا الفيدرالية والمملكة وقوة العلاقات والمصالح المشتركة بين الحكومتين تقف أمام هذه الحملة، تهدف الى اضعاف العلاقة الحميمة بين أبناء الشعبين الشقيقين، لافتا الى ان القنصلية طمأنت أبناءها الاثيوبيين وأوضحت لهم أن الجهات المختصة في المملكة لا تقبل أن يتعرض أي وافد اثيوبي او من أي جنسية اخرى تعمل في المملكة لأي اذى او ظلم او معاملة غير قانونية، وأكدت القنصلية لهم ان ابناء المملكة شعب كريم ويحب تطبيق النظام والقانون على الجميع.

تطبيق القانون

وأكد القنصل العام الاثيوبي أن البعض من المخالفين لنظام الاقامة من الاثيوبيين وخصوصا المتسللين عبر الحدود لا يمكن للقنصلية العامة أن تراقبه، مشيرا الى أن تلك الاجراءات من مهام الجهات الامنية السعودية، وشدد على ان تطبيق النظام والقانون يحظى بالترحيب والقبول عندما يطبق في حق المخالفين، ولفت الى ان ما يروج عن حمل تلك العمالة للاسلحة كما يروج له في العديد من المواقع الالكترونية غير دقيق، مؤكدا أن البيان الذي أصدرته الخارجية السعودية كان له الأثر الايجابي في نفوس الكثير من أبناء الجالية الاأثيوبية، وينبغي علينا الشكر والتقدير تجاه هذا الاجراء الدبلوماسي المهم والذي كان له اثر كبير في بث الطمأنينة وتوضيح الموقف الرسمي للمملكة تجاه أبناء الجالية الاثيوبية.

السياحة والاقتصاد

وأشار الى أن معدلات السياحة بين البلدين في ارتفاع مستمر على الرغم من الاحداث الجارية الان، ملمحا الى ان ما تختص به اثيوبيا من طبيعة قال انها «خلابة» تجتذب السياح، اضافة الى مقومات الاستثمار في اثيوبيا جعلت من رجال الاعمال السعوديين من ابرز المستثمرين في اثيوبيا، لافتا الى أن الحركة التجارية كانت بين البلدين منذ قديم الأزل، خصوصا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والهجرة الى الحبشة، جعلت من اثيوبيا مقصدا لأبناء الجزيرة العربية بشكل عام، وجعلت من العلاقات بين أبناء البلدين تصل الى أواصر رحم.

وسائل الإعلام

وطالب القنصل العام الاثيوبي وسائل الاعلام والمهتمين بنقل مقاطع الفيديو بالتحقق وتوخي الحقيقة خصوصا في الجنسيات للمقبوض عليهم من المخالفين لنظام الاقامة، والتوقف عن هذه الممارسات التي يذهب ضحيتها اناس ابرياء ليس لهم ذنب الا البحث عن لقمة العيش، مع مراعاة جانب الوضع النظامي وتطبيق ما ينص عليه النظام والقانون السعودي وفرض احترامه على جميع الجنسيات المقيمة في المملكة.

التعاون المستمر

وقال ان الجهات المختصة الاثيوبية مستعدة كما هي عادتها للتعاون الى ابعد حد مع الجهات المختصة السعودية للحد من تسلل العمالة الاثيوبية عبر الحدود، اضافة الى تطبيق كل الانظمة والترتيبات الامنية لتوقف هذه الممارسات غير القانونية، مشيرا الى ان القنصلية الاثيوبية تعمل بكل طاقاتها الى بث العديد من رسائل التوعية لرفع مستوى الثقافة للوافد الاثيوبي، واصفا ما يحدث الان بـ «سحابة صيف».