كشف مصدر مطلع لـ «الشرق، عن تحايل يمارسه بعض الأطباء المقيمين في المملكة للحصول على شهادات تدريب من مستشفيات تعليمية في بلدانهم، يستغلونها لاحقاً في التقدم لبرنامج الزمالة المعادل للماجستير والمؤهل للعمل كاختصاصي، أو برنامج الدكتوراة المؤهل للعمل كاستشاري.

وعلمت «الشرق» أن التحايل يبدأ بشهادات تدريب مزوّرة تسوّغ لحاملها الحصول على البورد العربي، ومن ثم التقدم إلى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية للحصول على البورد السعودي، وبالتالي يؤهلهم ذلك للترقي ونيل مميزات مادية لا يستحقونها. وحذر المصدر من خطورة ممارسة هؤلاء المزوّرين للعمل في مجال لم يحصلوا فيه على تدريب وليسوا مؤهلين لممارسة المسؤوليات المكلفين بها، التي تكون الأخطاء الطبية من نتائجه، لافتاً إلى أن هؤلاء موجودون في كل التخصصات الطبية من طب عيون، وباطنية، ونفسية، وعظام وغيره.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية عبدالله الزهيان اكتشاف شهادات تدريب مزوّرة، تقدم بها أطباء أجانب لبرنامج الزمالة، وحصلوا بناءً عليها على شهادة الماجستير أو الدكتوراة في تخصصاتهم، مبيناً أن ذلك سيمنع تجديد الترخيص لمَنْ سبق أن حصل عليه تأسيساً على شهادة تدريب مزوّرة، وستتم إحالته على الجهات الأمنية المختصة لتوقيع العقوبة النظامية عليه.

وأشار إلى أن تزوير شهادات التدريب سيحرم المتقدمين مستقبلاً من الحصول على ترخيص مزاولة المهنة، مشدداًعلى أن المملكة ستكون خالية من الشهادات الصحية المزورة بصورة نهئية بحلول عام 2015م، نظراً لبدء تطبيق برنامج إلزامية توثيق الشهادات لجميع الممارسين الصحيين دون استثناء منذ مطلع شهر نوفمبر 2012م.

وقال إن التوثيق سيشمل ممارسين صحيين لم يسبق أن طُلب منهم مسبقاً. وبيَّن أنه بحلول العام 2015، سيتم الانتهاء من توثيق شهادات نصف مليون ممارس صحي، سعودي وأجنبي، يعملون بجميع التخصصات في القطاعين الحكومي والخاص.

وبيَّن أن التوثيق لن يقتصر على الشهادات العلمية فقط، بل سيتعداها إلى شهادات التدريب للتأكد من صحتها وموثوقية الجهات الصادرة عنها. وكشف الزهيان عن متانة الإجراءات التي تتبعها الهيئة في هذا الصدد، ومنها تعاقدها مع شركة عالمية متخصصة لتدقيق الشهادات لديها قاعدة بيانات لـ 80 مليوناً من أصحاب السوابق، ولديها 3000 فرع حول العالم. وقال إن دقة اختبار الهيئة والموضوع من قبل كبار الاستشاريين في التخصص، يجعل تجاوز غير المؤهل له مسألة صعبة، لافتاً إلى أن التقدم للحصول على الترخيص سيكون إلكترونياً قريباً عن طريق موقع الهيئة الإلكتروني ما سيزيد من الدقة. وأضاف أن الهيئة لديها خطة خمسية للوصول بفروعها إلى كل المدن الرئيسة وغير الرئيسة.