لقي جندي مالي مصرعه في أعقاب انفجار سيارة مفخخة في تمبكتو بشمال البلاد في أول هجوم يستهدف المدينة بعد استعادة السيطرة عليها، يأتي ذلك في وقت توقع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند استعادة مالي سيادتها على معظم أراضيها خلال "بضعة أيام".

ووفقا لمصدر محلي فإن السيارة انفجرت بالقرب من مطار تمبكتو وأسفرت عن مقتل عسكري مالي والمسلح الذي نفذ الهجوم، في حين أصيب عنصران آخران من القوات المالية.

وأعلن الناطق باسم أركان الجيوش الفرنسية العقيد تيري بوركار أن جندييْن مالييْن أصيبا بالخطأ بجروح طفيفة خلال غارة جوية فرنسية، وتحدث عن مقتل حوالي 15 مسلحا باشتباكات وقعت بين 14 و19 مارس/آذار بمنطقة غاو.

وتحدث شهود بوقت مبكر من صباح الخميس عن سماع رصاص كثيف لساعات عدة في تمبكتو بعد محاولة تسلل مسلحين، تراجعت حدته بعد ذلك، وأفاد مصدر أمني مالي بالمكان أن "سيارة يستقلها مسلحون حاولت اقتحام تمبكتو ليل الأربعاء الخميس، لكن العسكريين الفرنسيين والماليين تصدوا لها".

وقال تيري بوركار إن قوات فرنسية ومالية صدت محاولة للتسلل إلى المطار، ونفى وجود إصابات في صفوف الفرنسيين.

يُذكر أن القوات الفرنسية والمالية استعادت السيطرة على تمبكتو ذات التراث الثقافي الثمين على غرار كبرى مدن شمال مالي نهاية يناير/كانون الثاني من قبضة المسلحين الذين كانوا يسيطرون على المنطقة منذ السنة الماضية.

ومنذ ذلك الحين بدا الوضع هادئا خلافا لمنطقتي غاو التي شهدت عددا من الهجمات، وجبال إيفوقاس حيث تدور أعنف المعارك بين الجنود الفرنسيين والتشاديين من جهة والمسلحين من جهة أخرى.

من جانب آخر توقع الرئيس الفرنسي الأربعاء أن تستكمل مالي فرض سيادتها على أراضيها "بالكامل تقريبا خلال بضعة أيام" وقال خلال عشاء للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا "في المرحلة الأخيرة التي نحن فيها، ستعود السيادة لمعظم أراضي مالي خلال بضعة أيام".

واعتبر هولاند أن تدخل باريس خلال شهرين أدى إلى الحصول على نتيجة وصفها بالمهمة، وهي وقف هجوم "المجموعات الإرهابية للاستيلاء" على المدن.

وتزامنت هذه التصريحات مع ما قاله رئيس الوزراء جان مارك إيرولت أمام البرلمان الأربعاء من أن القوات الفرنسية ستبدأ انسحابها من مالي "ابتداء من نهاية أبريل/نيسان" وأشار إلى أن اجتماع البرلمان يوم الاثنين المقبل سيشهد تقييما لمشاركة القوات الفرنسية بالعمليات العسكرية بمالي.

وبخصوص الرهائن الفرنسيين بأفريقيا، أكد إيرولت أن بلاده "ستقوم بالمستحيل" للإفراج عنهم. وجاءت هذه التصريحات في وقت يستمر الغموض حول مصير الرهينة الفرنسي فيليب فردون (53 سنة) الذي خطف بمالي في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

ففي حين أعلن رجل قال إنه ناطق باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الثلاثاء لوكالة نواكشوط للأنباء أن فردون الذي قال إنه "جاسوس" قد أعدم بالعاشر من مارس/آذار ردا على التدخل الفرنسي بشمال مالي" لم تؤكد الخارجية الفرنسية الوفاة قائلة إن التحريات متواصلة بهذا الشأن.

وإذا تأكدت وفاة فردون فسيكون أول رهينة فرنسي يعدم منذ بداية التدخل الفرنسي في مالي.