خلصت أبحاث في مجال علم النفس المتعلق بالأطفال إلى أن عدم حصول الطفل على ساعات كافية من النوم يمكن ان يؤدي الى إصابة سلوكه بخلل يظهر في الحركة المفرطة ومشاكل ذات صلة بتطوره، علاوة على أن ذلك يجعل سلوكه أقل تهذيباً.
كما يرى العلماء أن الأطفال الذين لا يتمتعون بالعدد الكافي من ساعات النوم العميق غالبا ما تكون مؤشرات تحصيلهم العلمي متدنية، كما أنهم عُرضة للبدانة، وأن قلة النوم العميق لدى الأطفال هي بداية لنوم مضطرب في السنوات اللاحقة.
وتقول عالمة النفس تانيا بيرون أن قلة النوم تجعل تصرفات الأطفال تتسم بالوقاحة. وتضيف أن الآباء الذين يسمحون لأبنائهم بالنوم في ساعة متأخرة من الليل يجعلهم ينامون في أماكن غير مخصصة لذلك، وأنهم يستيقظون أثناء الليلي لتناول وجبات خفيفة تجعلهم معرضين أكثر للإصابة بالسمنة، بالإضافة الى ان قدرة الانتباه تكون لديهم مشتتة، الأمر الذي يؤدي في نهاية الأمر الى عيوب تطرأ على مسيرة تطورهم العقلي والجسدي.
وتحذر تانيا بيرون من وجود "أزمة صحية عامة خفية بسبب حرمان الأطفال من النوم"، واصفة الأمر بأنه وباء واسع الانتشار. وعزت العالمة السبب في قلة النوم الى أسباب عدة، أبرزها استخدام وسائل التواصل الحديثة حتى وقت متأخر من النوم، بالإضافة إلى أن الضوء المنبعث من شاشة الكومبيوتر يؤخر من عملية إفراز هرمون النوم "ميلاتونين"، وهو الهرمون الذي يُفرز في الظلام ويمنح الشعور بالراحة والاسترخاء.