فجأة ومن دون سابق إنذار، رفع بعض ملاك مؤسسات المخابز بمدينة بريدة سعر خبز «البر» للضعف، بحجة ارتفاع أسعار الدقيق الأسمر، ما سبب احتجاج سكان المنطقة الذين اعتادوا على الأسعار السابقة إذ يصل سعر الدقيق الأسمر لـ30 ريالاً، والنخالة 40 ريالاً، بينما الأبيض بـ22 ريالاً.

واستغرب الكثير منهم عبر أحاديث المجالس أو عبر الـ«هاشتاقات» التي وجدت تفاعلاً في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن الارتفاع جاء من بعض المخابز دون غيرها وهي الأشهر في المنطقة.

رئيس اللجنة الوطنية للمخابز فهد السلمان أكد لـ«الحياة» أن أكثر من 15 مخبزاً على مستوى المملكة أغلقت بعد أن عجزوا عن تحقيق الأرباح، وسجلت سلسلة من الخسائر المتتالية في ظل تزايد أسعار مدخلات الإنتاج، وبين أن أصحاب تلك المخابز التي عجزت عن تحقيق الأرباح انتقلت ملكيتها لأشخاص آخرين عبر اللجان في تلك المناطق للبحث عن خطط جديدة لانتشالها من الإفلاس.

وقال: «طالبنا من اللجان الفرعية إحصاء جميع المخابز التي أغلقت، وإحصاؤها يحتاج مزيداً من الوقت، والبحث عن السبل المثلى لإعادة الإنتاج كما كان في السابق.

وأضاف: «هناك فوارق بين أسعار الدقيق الأبيض والأسمر من صوامع الدقيق والغلال، إذ يصل سعر الدقيق الأسمر لـ28 ريالاً، بينما الأبيض بـ22 ريالاً، وهذا من الأسباب التي أدت إلى رفع الأسعار».

وأوضح أن «بعض المخابز السعودية سلكت طريق آخر نحو صناعات أخرى غير رغيف الخبز بعد الخسائر التي تكبدتها، مع ارتفاع أسعار المواد الخام، وكذلك فرض رسوم على العامل الأجنبي بواقع 2400 ريال، كما أن هناك مخابز فضلت التحول لصناعات أخرى غير محددة السعر، مثل خبز التوست والفطائر والمعجنات».

وعن الخسائر التي تتكبدها المخابز بعد عدول ملاك المخابز عن رفع الأسعار تجاوباً مع طلب أمير منطقة القصيم، قال السلمان: «بالتأكيد سنتكبد مزيداً من الخسائر، غير أن أمير المنطقة وعد بدرس الموضوع مع وزير التجارة والصناعة، لدعم الدقيق الأسمر».

ولم يخف السلمان أنه أعد دراسة شاملة حول الخسائر التي تكبدتها المخابز مع قلة الأرباح، والقرارات الأخيرة التي صدرت بفرض رسوم على العامل الأجنبي بواقع 2400 ريال، وسنعرضها على ولي العهد متى ما سنحت لنا الفرصة، ونطلب منه زيادة دعم الدقيق الأسمر.

من جانبه، حذر وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، المخابز التي تخالف تسعيرة الخبز بالإغلاق مهما كانت المسببات، مؤكداً أن التسعيرة واضحة، والدقيق مدعوم من الدولة، وسيتم التعامل بحزم تجاه كل من يخالف التسعيرة المتعارف عليها بالإغلاق».

وكان أمير منطقة القصيم فيصل بن بندر اجتمع أول من أمس مع أصحاب المخابز التي بادرت برفع الأسعار، وأوضحوا المشكلة القائمة لارتفاع أسعار بعض أنواع الخبز، وبحث معهم الأسباب التي دعت لذلك، ووعدهم بتذليل ما يعترض الإنتاج من أي أمر يؤدي لارتفاع الأسعار، ووجه بالعودة بالأسعار إلى ما كانت عليه حتى تتم مخاطبة وزير التجارة والصناعة بذلك لدرس هذا الوضع، وإيجاد الحلول المناسبة، إذ يعتبر هذا المنتج من السلع الرئيسة التي تقوم الدولة بدعمها ويجب الاهتمام بها، وقد أبدى أصحاب تلك المخابز التزامهم بعودة الأسعار إلى ما كانت عليه، وحتى تحلّ طلباتهم من وزير التجارة والصناعة.