أمضى أكثر من ثلاثين مواطناً، أمس، قرابة ست ساعات في انتظار مقابلة نائب وزير التربية والتعليم الدكتور حمد آل الشيخ، وإيصال تظلم موظفات إداريات من قائمة شكاوى.
وشهدت «الشرق» تجمع أولياء الأمور في مقر الوزارة بالرياض، قالوا إنهم يتحدثون نيابة عن 5000 موظفة إدارية متضررة من مجموعة من الإجراءات، ويرغبون في إيصال المطالب لنائب الوزير.
وأشاروا إلى أن المطالب تتركز في تعديل مهن الإداريات إلى مهن تعليمية بعد حجب جميع الوظائف التعليمية عنهن، ونقل الإداريات حسب رغباتهن، واصفين توزيع الوزارة للإداريات بأنه «عشوائي في مناطق نائية وبعيدة عن أزواجهن المعلمين والمعينين في مناطق بعيدة».
وأضافوا أنهم يطالبون بمنح الإداريات حقوقهن التي سلبتها الوزارة منهن – على حد تعبير أولياء الأمور- بعد أن استثنتهم الوزارة من نقلهن حسب رغبتهن الأولى واستثنائهن أيضاً من النقل بنظام «الظروف الخاصة» أسوة بشاغلات الوظائف التعليمية.
خمسة أشخاص
وبعد الانتظار الطويل؛ سُمح بدخول خمسة أشخاص من أولياء الأمور في الثالثة والنصف عصراً، برفقة محرر «الشرق».
وأكد نائب الوزير آل الشيخ سعي الوزارة لتصحيح أوضاع جميع الإداريات اللواتي يرغبن في النقل، واللواتي يرغبن في تحويل مهنهن إلى معلمات. ولدى لقاء نائب الوزير سأل المتحدث باسم المعلمات الإداريات محمد الزهراني عن سبب إغلاق الباب في وجوه عدد كبير من الإداريات اللواتي طلبن النقل وتصحيح أوضاعهن، مقارنة بزميلاتهن السابقات اللواتي أرجعتهنّ الوزارة إلى وظائفهن التعليمية فوراً. وبدوره نفى آل الشيخ ذلك، قائلاً: هذا الكلام غير صحيح لم يتم نقل جميع الإداريات العام الماضي، بل تم نقل وتصحيح أوضاع البعض، والمعاملة لدينا بالمثل.
وتبرأ آل الشيخ أثناء المقابلة من مسؤولية تعيين الإداريات، مبيناً أن الوزارة ليست مخولة بالتعيين، حيث إن التعيين جاء من قبل وزارة الخدمة المدنية، لخدمة التشكيلات المدرسية. وقال: كان بإمكان المعلمات رفض الوظيفة الإدارية بكل بساطة، إلا أن الزهراني وأولياء الأمور أشاروا في ردهم على نائب الوزير أنهن قدموا على وظائف تعليمية بالأساس لكن حولوا إلى وظائف إدارية حتى إيجاد شواغر لوظائف تعليمية بديلة.
نظام النقل
وعن نظام النقل حسب «الظروف الخاصة» قال آل الشيخ لأولياء الأمور إنه نظام اختص فقط المعلمين والمعلمات دون سواهم، مضيفاً أنه بالفعل لا يخدم الإداريات، لكنهن جميعهن مواطنات صالحات وهذا نظام الصادر عن الوزارة.. وعموماً سنبذل كل جهودنا لمساعدتهن وخدمتهن.
وفي رده على سؤال لـ «الشرق» حول الموضوع ذاته قال آل الشيخ «نظام الحركة فُتح للإداريات وسنعمل جاهدين على تصحيح أوضاعهن». لكنه بيّن، أيضاً، أن الوزارة لا تستطيع بت الموضوع لشمل الإداريين والإداريات به أيضاً.
مناطق نائية
ولفت عدد من أولياء الأمور في حديثهم مع «الشرق» إلى أن المتضررات يعملن في قرى نائية، مؤكدين في الوقت ذاته أن هناك مدارس يوجد فيها إدارية واحدة فقط مع تكدس أكثر من 500 طالبة، مقابل مدارس أخرى يوجد لديها ثلاث إداريات مع أن أعداد الطالبات فيها لا يتجاوز ثلاثين طالبة فقط، ووصفوا الوزارة بأنها «تعمل بعشوائية ودون وجود قاعدة بيانات تحدد احتياجها»، على حدّ وصفهم.
الفهيد يتهرب
وقال الزهراني لـ «الشرق» إن مسؤولين في الوزارة تهربوا من مقابلتنا، وأول المتهربين كان وكيل الوزارة للشؤون المدرسية الدكتور سعد الفهيد «حيث خاطبته شخصياً أمام الجميع ولم يُوْلِ أي اهتمام، وكانت جميع المكاتب مغلقة والمسؤولون يرمون الأحمال فيما بينهم»، على حد ادعائه.
ووصف الزهراني مؤشرات حركة النقل بأنها لم تكن وفق احتياجات الوزارة أو وفق المفاضلة، مشيراً إلى تكدس كثير من الإداريات في بعض المدارس، الأمر الذي يؤكد العشوائية التي تتعامل معها وزارة التربية والتعليم، فـ «إما أن تجد في المدرسة إدارية واحدة فقط، أو تجد مدرسة أخرى فيها عشر إداريات»، على حدّ قوله. وأضاف الزهراني «التشكيل الحالي الخاص للوزارة منح 450 طالبة في أغلب المدارس الابتدائية للبنات إدارية واحدة فقط».
تكامل.. ونور
وقال الزهراني إن حركة نقل المعلمين والمعلمات الأخيرة تمت عبر برنامج «تكامل»، ولكن حركة نقل الإداريات تمت عبر برنامج «نور» واصفاً إياه بالبرنامج المبهم لسوء تنظيم الأيقونات في البرنامج. وكان استياء المعلمات المتضررات ـ حسب الزهراني ـ بسبب عدم انصافهن مثل إنصاف المعلمات اللواتي تم نقلهن وفقاً لخياراتهن عبر التقديم للوزارة دون مفاضلة رسمية.
وأكد أن الإداريات اللواتي شغلن وظائف إدارية لم تكن مطالبهن أن يكنّ إداريات، بل لشغل وظائف تعليمية، ولكنهن حولن لشغل وظائف إدارية بقدرة قادر.
جمع الشمل
ومن أبرز معاناة المعلمات هو عدم جمع شملهن مع أزواجهن الذين يعملون في مناطق بعيدة عن مناطق تعمل فيها زوجاتهن، واتهم المواطنون الوزارة بتجاهل نظام «لم الشمل»، كما استثنت نقل الإداريات عبر برنامج «الظروف الخاصة» على الرغم من أن لديهن ظروفاً أسرية أو أمراضاً لا يتوفر لها علاج إلا في مناطق معينة وخصصته فقط للمعلمات.