كشف وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ عن تعرض الأوقاف لعمليات سرقة واعتداء عليها في أوقات سابقة، إضافة إلى تحويرها عن شروط الواقفين، ما أدى إلى قلة الأوقاف وضعف تأثيرها في الأمة الإسلامية، مشدداً على ضرورة إيجاد تصور لأنظمة كافية تضمن حماية الوقف من الاعتداء.
وقال آل الشيخ خلال افتتاحه المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف ضمن فعاليات الاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية أمس، إن الناس في زمن القرون المفضلة لم يكونوا ينتظرون العمل من بيت المال، بيد أن الأوقاف في زمن الضعف الإسلامي اعتراها ما اعترى غيرها من النقص والتحوير عن شروط الواقفين ومن السرقة أحياناً، ما أدى إلى قلة الأوقاف وضعف تأثيرها في الأمة الإسلامية.
وأكد أن العلماء أجازوا الوقف على كل ما ينفع الإنسان حتى غير المسلم وحتى الحيوان، مبيناً أن المؤتمر يسعى للخروج بتصور لأنظمة كافية تضمن حماية الوقف من الاعتداء وتجعل الوقف خادماً للإنسان المسلم، واقترح أن يعقب هذا المؤتمر ورشة عمل متخصصة بهدف إيجاد بنك إسلامي وقفي للمسلمين تصب أرباحه في خدمة إدارة الأوقاف والنهوض بها.
وأفاد بأن دولاً كثيرة في العالم الإسلامي حالياً، أساءت للوقف والأوقاف القديمة، فمنهم من ألغى الوقف كلياً، ومنهم من صرفه في غير شرط الواقف، ومنهم من أبقاها على استحياء، وأن هذا الزمن يشكو كثيراً من ضعف الاهتمام بالأوقاف سواء من جهة ضعف الأداء الحكومي والأداء الأهلي، لافتاً إلى أن الأوقاف حافظت على هوية المسلمين وأثبتت وجودهم في الدول غير الإسلامية والبلدان التي وصلوا إليها.
ويبحث المؤتمر الدولي الرابع أربعة محاور رئيسة تهدف إلى إعداد استراتيجية للنهوض بالوقف الإسلامي تنظيماً وتشريعاً وإدارةً واستثماراً، كما تسعى إلى مناقشة استراتيجية للتوعية بالأوقاف وإشاعة ثقافتها في المجتمع، ويشارك في المؤتمر باحثون ومهتمّون بالأوقاف يمثلون أكثر من 35 دولة، إذ دعي إليه جمع من العلماء والمفكرين والسفراء ومسؤولي الشؤون الدينية والأوقاف في عدد من البلدان الإسلامية، والمعنيين بموضوع المؤتمر من الجنسين.