شهد مستشفى الجبيل العام، مطلع الأسبوع الماضي، واقعة جديدة تكشف عن «سوء الخدمات الصحية» التي تعاني منها مستشفيات وزارة الصحة، لتضاف إلى سجل من «المعاناة»، لدى مرضى يترددون على هذه المستشفيات.

فالهنوف طفلة لم تتجاوز سنة وبضعة شهور، دخلت المستشفى، وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، لينتهي بها المطاف إلى وفاة «إكلينيكية».

قصة مأساوية عاشتها الطفلة التي يعيش والداها وضعاً «نفسياً سيئاً للغاية». كانت «الحياة» شاهدة على أحد فصولها في محاولة لإنهاء معاناة هذه الطفلة.

ويروي والدها محمد الذيابي، بعضاً من تفاصيل القصة إلى «الحياة»، موضحاً أن الطفلة «عانت من ارتفاع في درجة الحرارة لمدة 3 أيام، وكانت والدتها تعطيها خافضاً للحرارة. كما عملت لها كمادات باردة. وكانت الحرارة تنخفض تدريجياً، لتعود إلى الارتفاع مرة أخرى.

ما استدعى نقلها إلى مستشفى الجبيل العام، لتبدأ هناك تفاصيل الحكاية»، بحسب قول الأب، مضيفاً «أدخلت الطفلة غرفة الطوارئ، لفحصها من قبل الطبيب المختص، وكانت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، يصاحبها تشنجات، إلا أن سوء وضع الطفلة لم يشفع لها بالإسراع في تشخيص حالها».

وأشار الأب إلى أنها بقيت لأكثر من نصف ساعة، قبل أن يتم إسعافها، «وكان الأطباء يشاهدونها من دون عمل أي شيء، بحجة أنه سيتم فحصها بعد توقف التشنجات.

فطلبت منهم وضعها على أجهزة الأوكسجين، إلا أنهم رفضوا طلبي». وذكر أن «أحد الأطباء شاهدها تتشنج، ولاحظ وجود تحدب في القدمين، فأخبرته أنه لكونها بدأت حالياً في المشي، إضافة إلى إصابتها ببرودة شديدة في أطراف اليدين والقدمين»، واصفاً عملية إسعافها بـ «الابتدائية».

ووضعت الهنوف لاحقاً، على جهاز الأوكسجين، وبدأت حالها في التحسن، إلا أن الأطباء طلبوا إبقاءها في المستشفى قيد الملاحظة، وكذلك من أجل عمل تحاليل وفحوص لها.

وتفاجأت أسرتها أثناء عملية نقلها من غرفة الطوارئ، إلى حجرة التنويم، بطلب الممرضة بأن تقوم والدتها، أو العاملة المنزلية بحملها على يديها إلى الغرفة، ما أثار غضب الأب، مؤكداً على نقلها بسرير خاص، إلا أن الممرضة أصرت على نقلها بهذه الطريقة، لافتاً إلى أنها «كانت آخر مرة أشاهد فيها ابنتي، وهي تتحرك».

وأشار الذيابي، إلى أن ابنته «بدأت تدخل في لحظات غيبوبة موقتة، وكانت تعاني صعوبة في التنفس، وخضعت للتحاليل، من خلال أخذ عينة من الحبل الشوكي، وبعدها دخلت في غيبوبة كاملة»، موضحاً أن «الأطباء المعالجين شخصوا الحالة بإصابتها بفيروس، بدأ بالأطراف السفلية من الجسم، وتوقف عند الرئة، ما أدى إلى تعطل بعض أجهزة الجسم».

ونصح الأطباء الأب، بنقل الطفلة إلى مستشفى «متخصصة»، نظراً «لحاجتها الماسة إلى غرفة عانية فائقة للأطفال، واستشاريين مختصين في المخ والأعصاب، وهو غير متوافر في مستشفى الجبيل العام»، مشيراً إلى أن إدارة «أهلية العلاج» في المستشفى، بدأت في مخاطبة المستشفيات الخاصة في الخبر والدمام، والتنسيق معها لاستقبال الحالة، إلا أن جهودها لم تثمر، «لعدم وجود أسرة شاغرة، ما زاد من حجم المشكلة».

ولفت إلى أن «الاتصالات استمرت لمدة 24 ساعة، من دون جدوى». وأوضح الذيابي، أن «مستشفى الجبيل العام خاطب مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، وطلب منه الموافقة على استقبال الطفلة، نظراً لخطورة وضعها الصحي، إلا أنه رفض، لعدم وجود أسرة شاغرة».

وأكد أن «الطبيب المعالج أخبره بأنه لا فائدة من بقاء الطفلة في المستشفى، وأنه يجب نقلها على الفور إلى مستشفى متخصص، تتوافر فيه غرفة عناية فائقة للأطفال.

إضافة إلى ضرورة توافر العلاجات المناسبة».وخاطب والد الطفلة الهنوف، محافظ الجبيل، لنقل ابنته إلى أحد المستشفيات المتخصصة، إلا أنه لم يتلقَ أي رد.

ووصف وضعهم النفسي بـ «السيئ»، إذ أنه وزوجته يعملان في قطاعين حكوميين، ولا يوجد لديهما تأمين صحي، وهما غير قادرين على تحمل كلفة علاجها في مستشفى خاص.