اندلعت مواجهات بين أسرى فلسطينيين وشرطة مصلحة السجون الإسرائيلية عقب وفاة الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية، فيما أعلن الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضراباً عن الطعام احتجاجاً على وفاة أبو حمدية الذي كان يعاني من مرض السرطان.
وقال مراسلنا إن أبو حمدية توفي صباح الثلاثاء وأن وفاته جاءت في أعقاب التلكؤ الإسرائيلي بإطلاق سراحه رغم أنه مريض بالسرطان، وأشار إلى أن المعتقلين الفلسطينيين أعلنون إضراباً عن الطعام ثلاثة أيام.
وفي اتصال مع سكاي نيوز عربية، حمل وزير شؤون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع إسرائيل مسؤولية وفاة أبو حمديه معتبراً إياها "جريمة قتل مع سبق الإصرار تتعمدها سياسية الاحتلال وسجانيه في الإهمال الطبي والتلكؤ في عدم الإفراج عن الأسرى المرضى، خصوصاً هؤلاء الذين يعانون من أمراض مستعصية كمرض السرطان وعددهم يفوق الخمسة والثلاثين أسيراً".
وطالب قراقع بتشكيل لجنة تحقيق دولية في وفاة أبو حمدية، الذي اعتقل عام 2002 وحكم علية بالسجن المؤبد ورفضت إسرائيل الإفراج عنه رغم تردي حالته الصحية بسبب إصابة بسرطان الحلق وظلت تماطل في الإفراج عنه حتى توفي في مستشفى سوروكا الإسرائيلي.
وأوضح قراقع أن هناك المئات من المرضى في السجون الإسرائيلية التي تحولت إلى "وباء" ومقابر للأسرى الفلسطينيين.
ورفض الفلسطينيون إجراء تشريح إسرائيلي لأبو حمدية، وأن يجري التشريح بإشراف فلسطينيين وأطباء دوليين.
ودعا قراقع لاعتبار يوم الأربعاء يوم إضراب حداداً على وفاة الأسير أبو حمدية.
من ناحيته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن الأسير أبو حمدية "قتل وهو مقيد ومربوط" في سريره بالمستشفى، وناشد عدداً من الزعماء العرب إنقاذ حياة سامر العيساوي.
في الجانب الإسرائيلي، قالت إدارة السجون في بيان تلقت "سكاي نيوز عربية" نسخة منه، إن الفلسطيني ميسرة أبو حمدية توفي صباح الثلاثاء متأثراً بمرض السرطان.
وأضاف البيان أن "السجين أبو حمدية ينتمي لحركة حماس الإرهابية وحكم عليه عام 2002 بالسجن المؤبد بسبب تورطه بمحاولة القتل العمد وكذلك لانتمائه لتنظيم إرهابي وحيازة أسلحة بشكل عير مشروع".
وتابع "تم تشخيص مرض سرطان المريء لديه في فبراير الماضي وكان يخضع لعلاج طبي من قبل أطباء مختصين في المستشفى.. وقبل أسبوع وفي أعقاب الحسم بأنه مريض ميؤوس من شفائه، توجهت إدارة السجون إلى لجنة الافراجات بطلب الافراج المبكر عنه ولكن هذه العملية لم تكتمل".
يشار إلى أن أبو حمدية الذي كان يبلغ من العمر 64 عاماً، وأصيب بمرض سرطان الحنجرة. وكان يحمل رتبة لواء، وهو من سكان مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
واعتقلت السلطات الإسرائيلية ميسرة مرات عدة، كان آخرها عام 2002 حيث حكم عليه بالسجن المؤبد لقيامه بأنشطة ضمن صفوف كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.
من جانبها، حملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عن وفاة الأسير أبو حمدية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة في تصريح صحفي نبيل أبو ردينة "تحمل الرئاسة الفلسطينية حكومة (بنيامين) نتانياهو مسؤولية استشهاد الاسير ميسرة ابو حمدية اليوم في سجون الاحتلال الاسرائيلي".
واضاف البيان "حذرنا أكثر من مرة ومنذ وقت طويل بأن استمرار اعتقال الأسرى الفلسطينيين والإهمال الطبي المتعمد يؤديان إلى تداعيات خطيرة جداً".
كما حذر من "استمرار القتل البطيء للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، داعيا إلى إطلاق سراح كافة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقالت منظمة التحرير الفلسطينية في بيان إن "تعمد سلطات الاحتلال إهمال علاج الأسير أبو حمدية وعدم تقديم العلاج له يعد جريمة ضد الإنسانية مع سبق الإصرار والترصد، وخرقاً صريحاً للقانون الدولي والبند 91 من اتفاقية جنيف على نحو خاص".
وأضافت المنظمة "ما زلنا أمام خطر شديد يحدق بالأسرى المضربين عن الطعام، وما زال هناك عشرات الحالات التي تعاني من أمراض مزمنة وبحاجة إلى العلاج، ويتحتم على العالم التحرك العاجل على ضوء تدهور حالتهم الصحية".