نفى الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف وجود مقاتلين شيشان في سوريا، لكنه أشار إلى وجود بعض المرترقة من بلاده، وتعهد بملاحقتهم إذا عادوا إلى روسيا.

وقال قاديروف في حديث إلى سكاي نيوز عربية: "لو كان هناك مقاتلون شيشان حقيقون في سوريا لكان الأمر مختلفا تماما، وما يتردد عن ذلك كلام فارغ".

وتابع: "يوجد بعض المجرمين الذين جمعهم في تركيا شخص منبوذ في بلادنا يعمل جاهدا لتشويه صورة الشيشان عن طريق تجنيد مرتزقة لا يمثلون شعبنا ولا ديننا".

وتوعد قاديروف بملاحقتهم عند عودتهم، قائلا: "أقسمت أن ألاحق بنفسي هولاء الشياطين وأمثالهم إذا عادوا إلى روسيا".

واعتبر قاديروف في تصريحاته لسكاي نيوز عربية أن روسيا محصنة تجاه ما يسمى بـ"الربيع العربي"، عازيا ذلك إلى "سلطتها القوية"، واعتبر أن ضعف أنظمة مبارك والقذافي والأسد هو الذي تسبب في ما جرى ويجري في تلك البلدان.

وقال: " لقد مر (الربيع العربي) على دول تعاني ضعفا في السلطة، لذلك لن يصل ذلك (الربيع) إلى روسيا التي تتمع بسلطة قوية، فنحن لدينا رئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة على قدر المسؤولية، ويقف خلفه جيش قوي وملايين المسلمين لن يسمحوا بأي مزحة".

وأضاف أن "الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان ضعيفا وارتكب أخطاء جسيمة، والأمر كذلك بالنسبة للقذافي في ليبيا الذي كان يصرخ (الجيش..الجيش) ولكنه لم يفعل شيئا لتقوية جيشه".

وزاد: "بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد فهو لم يستطع كشف نشاط أجهزة المخابرات الأجنبية في بلاده، لذا حينما تكون السلطة ضعيفة سيهب الربيع عربيا وغربيا وأوروبيا، وربما يهب الشتاء والخريف كذلك".

وأوضح قاديروف أن الشيشان عانت من العمليات العسكرية التي كانت لمكافحة الإرهاب الدولي، قائلا: "لقد واجهنا الإرهاب وقضينا عليه بنسبة 99%، إنه يتبقى فقط عدد من الشياطين وسنقضي عليهم".

وأضاف "جمهورية الشيشان استعادت عافيتها ومؤسساتها بعد أن هُزم هؤلاء الذين تستروا بالإسلام وهو منهم براء. إننا اليوم نتقدم اقتصاديا ونستكمل بناء المدارس والمصانع وغيرها".

وتابع "في الآونة الأخيرة هم موجودون على الحدود مع أنغوشيا في مناطق جبلية، ونفذنا عملية خاصة قضينا خلالها على عدد منهم، ولا يشكلون خطرا على جمهورية الشيشان التي يفكر شعبها في أموره المعيشية".

وأشار إلى أن الغرب وأوروبا قدموا الدعم للإرهابيين عن طريق المنظمات الإنسانية مثل الصليب الأحمر وغيرها، وأنهم تحت هذا الغطاء مارسوا نشاطهم وساعدوا في نقل المقاتلين الجرحى خارج الشيشان.

وذكر قاديروف أن البرلمان الأوروبي أعلن العام الماضي رسميا عدم وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في الشيشان، "لقد حاولوا كثيرا في الماضي وفي النهاية لن يفلحوا".

وأضاف "المنظمات الحقوقية مارست ضغوطها علينا وكالوا الاتهامات لنا بشأن اتهامات مزعومة بانتهاك حقوق الإنسان".

وقال "إنني لم أنتهك يوما حقوق الإنسان، لقد ضحيت بكل شيء لأضمن الأمن للشعب".

وعن المرأة، قال قاديروف "في أميركا يرددون أني أنتهك حقوق المرأة (..) المرأة حسب ديننا وعاداتنا مصانة كالمقدسات، وأنا شخصياً على استعداد لتوقيع أقصى عقوبة بحق من يسئ للمرأة".

وعن الملابس المناسبة للمرأة المسلمة، قال قاديروف "نحن لا نجبر أحدا على زي معين (..) فقط ننصح، لقد حاول الانفصاليون تطبيق الشريعة ولم ينته الأمر على خير آنذاك، لكني كمسلم أدعو وأنصح كيف يتعين على المرأة المسلمة اختيار زيها بدون إجبار".

وقال قاديروف "إنني أرغب بشدة في أن تكون علاقات الشيشان وروسيا عموما مع عواصم العالم العربي جيدة جدا".

وأضاف "الرئيس بوتين يعمل على دعم العالم العربي، آخذاً بالاعتبار أن 26 مليون مسلم يعيشون في روسيا، لذا من المنطقي أن تصبح روسيا داعما وحليفا للعرب".

وعن بوريس بيريزوفسكي، الثري الروسي الذي توفي في لندن قبل بضعة أيام، قال قاديروف "كان خائنا كريها (..) لقد وقف خلف عمليات خطف مواطنين في الشيشان، وكنت شاهدا على عمليات خطف عديدة دبر لها ليحصل من ورائها على نقاط سياسية، لطالما رغبت أن يغادر بيريزوفسكي الحياة".

وتابع "لكني الآن أشعر بالأسف لموته (..) كنت أريد أن يراه العالم على حقيقته، وأن يمثل أمام القضاء ليعترف بكل الموبقات التي ارتكبها، وأهمها أنه في مقدمة من أشعل الحرب في الشيشان".

وختم قاديروف كلامه قائلا "لقد انتهت حياة بيريزوفسكي ليس كبطل بل كشخص حقير".