اتهمت أمهات طالبات مُستجدات، إدارة إحدى المدارس الابتدائية في محافظة القطيف (تحتفظ الصحيفة باسمها)، بالتعامل معهن بأساليب وصفنها بـ «المهينة»، لتسجيل بناتهن في المدرسة التي تعتبر من «أفضل» المدارس الابتدائية في محافظة القطيف، في النظام التعليمي.
وذكرت بعض الأمهات أنه طُلب منهن «القسم» بأنهن يسكن في الحي التي توجد فيه المدرسة، أو استدعاء «شهود» يشهدن على ذلك، إضافة إلى الاتصال بعمدة الحي، للتأكد من صحة معلومات سكن الطالبة. وقالت أم عبدالله، وهي والدة إحدى الطالبات: «تعرضت للإذلال والاتهام بالكذب من قبل الإداريات، ومديرة المدرسة، إذ أمرت إحدى الإداريات، معلمة بإجراء مقابلة مع ابنتي، ثم قامت بالاتصال بروضة الأطفال كانت ملتحقة فيها، للاستعلام عن موقع المنزل، وذلك بالسؤال عن مكان البيت الذي تنزلها الحافلة إليه. فأخبروهم أن الحافلة تقلها من الجارودية، وإليها. وبعد إنهاء المكالمة التفتت إلي المعلمة، واتهمتني بأنني كاذبة».
ولم يكن الحال أحسن، حين راجعت أم عبدالله، المديرة، «طلبت مني القسم على صحة كلامي، وبأننا للتو استأجرنا شقة في الحي الذي توجد فيه المدرسة. كما طلبت رقم مالك البناية التي نسكن فيها للاتصال به، وأرقام ثلاث جارات، للشهادة، وفتحت بعدها المديرة محضراً.
كما طلبوا عقد الإيجار مسبقاً، وورقة من العمدة تثبت صحة كلامي. وأخيراً، طلبوا مني مراجعتهم بعد أسبوعين»، مضيفة «توجهت إلى مكتب الإشراف التربوي في القطيف، وأبلغتهم بما حدث، ولم أرَ منهم أي ردة فعل تجاه المدرسة».
ونوهت «لا أطلب إلا تسجيل ابنتي في المدرسة التي تقع في الحي الذي نسكن فيه، وأرفض الأسلوب الاستفزازي الذي تمت معاملتي به، وسأتوجه لإدارة التربية والتعليم، إن لم يتم حل الأمر، وقبول ابنتي». وتعزو أمينة علوي، زيادة الإقبال على المدرسة، إلى «الأسلوب التعليمي المتميز المُتبع فيها. وتسعى الأسر إلى تسجيل بناتهم فيها، ما سبب الضغط على الأسر من قبل إدارة المدرسة»، مستغربة من «عدم تعميم الخطة التعليمية، أو المنهج المتبع في المدرسة ذاتها على بقية المدارس».
وقالت: «يشهد نظام «نور الإلكتروني» لتسجيل الطلبة ضغطاً كبيراً. ونتكبد عناءً كبيراً لتسجيل المستجدين، إلا أن طريقة تعامل المدرسة مع الأمهات حال التسجيل سيئة جداً، فعوضاً عن شعورهم بالفخر، للإقبال الكبير عليهم؛ نراهم يقابلون الأمهات بأساليب يستغرب أن تصدر من مكان تربوي، من قبيل الاتهامات المُبطنة للأمهات بالكذب».
ولفتت زينب عيسى، إلى أن نظام التسجيل السابق، في المدارس كان «أسهل من الآن، إذ نرى التعقيدات، وعدم السهولة في الدخول على النظام، وننتظر بعدها الرسالة التي تؤكد قبول عملية التسجيل، والتي قد تستغرق أياماً»، معتبرة المدرسة «من أفضل المدارس على مستوى القطيف، ولا ذنب لنا إن اتبعت بعض الأمهات حيلاً متعددة، لتسجيل بناتهن فيها. فليبحث مكتب الإشراف التربوي، عن أسباب الإقبال، ويحث بقية المدارس على اتباع الأساليب التي تتبعها المدرسة»، رافضة «الإهانة ليتم تسجيل بناتنا في المدرسة، والذهاب والإياب، والأسئلة التي تشبه التحقيق، مع الاتصال برياض الأطفال، للتأكد من مكان السكن، وهذه أمور مهينة، ولا تتناسب مع الأساليب التربوية، فلا يتم مقابلة الأم بابتسامة على الأقل، فلن يكلفهم ذلك كثيراً، وسؤال الأمهات بأسلوب أرقى من المُتبع مع إيضاح الأسباب».