شيعت بريطانيا رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر إلى مثواها الأخير اليوم الأربعاء، بحضور مئات المشيعين الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم، في جنازة ضخمة قالت التقديرات إن تكاليفها ستتجاوز 10 ملايين جنيه استرليني "16 مليون دولار"، فيما استنفر الأمن البريطاني كافة العاملين فيه من أجل تأمينها، وتم نشر أكثر من أربعة آلاف من رجال الشرطة في وسط العاصمة لندن.

وأغلقت الشرطة البريطانية كافة الشوارع المؤدية إلى كاتدرائية سانت باول الملاصقة لمبنى البرلمان البريطاني، حيث بدأت مراسم التشييع من هناك بحضور 2300 شخصية يمثلون أكثر من 170 دولة لتشييع "المرأة الحديدية" إلى مثواها الأخير، في جنازة مهيبة تثير جدلاً واسعاً في الإعلام البريطاني وفي الشارع منذ الإعلان عن الاستعدادات لها.

وصمتت ساعة "بيغ بن" الشهيرة وسط لندن لأول مرة منذ سنوات، حيث لم تقرع أجراسها خلال مراسم تشييع تاتشر، فيما ارتدى المشيعون الأزياء السوداء يتقدمهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وتم تنكيس العلم البريطاني المرفوع أعلى مبنى البرلمان في وسط لندن.

وقدرت وسائل الإعلام البريطانية التكاليف الإجمالية لهذه الجنازة بأنها ستتجاوز العشرة ملايين جنيه استرليني، إلا أن جريدة "الغارديان" قالت إن التكلفة النهائية قد تتجاوز هذا المبلغ بكثير، وهو ما سيمثل عبئاً على خزينة الدولة وعلى دافعي الضرائب الذين يعانون من اجراءات التقشف التي أقرتها حكومة كاميرون.

وانتقدت العديد من الصحف البريطانية، وكتاب الرأي، الاجراءات الاستثنائية لتشييع رئيسة الوزراء السابقة والأعباء التي تتحملها الدولة من اجل تنظيم هذه الاحتفالية.

وتأتي جنازة تاتشر بعد يوم واحد على تقرير لصندوق النقد الدولي دعا حكومة كاميرون لإعادة النظر في إجراءات التقشف التي تبناها وزير المالية جورج أوزبورن، كما دعا إلى التخفيف من هذه الإجراءات التقشفية.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل الاقتصاد البريطاني نمواً بنسبة 0.7% خلال العام الحالي، على أن هذه النسبة سترتفع في العام 2014 لتصل الى 1.5%.

وشهدت لندن اجراءات أمن مشددة لحماية المشاركين في التشييع من رؤساء الدول وكبار المسؤولين والشخصيات في العالم، فيما جاءت مراسم التشييع بعد يومين فقط على التفجيرات التي استهدفت سباقاً ماراثونياً في مدينة بوسطن الأمريكية أودى بحياة ثلاثة أشخاص، وإصابة العشرات، وهو التفجير الذي قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه "حادث إرهابي" وتعهد بملاحقة من يقف وراءه أياً كانوا في العالم.