قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت انه سيبدأ مشاوراته بشأن تشكيل حكومة توافق وطني.
واضاف عباس في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية ان القرار "سيكون وفقا لاعلان الدوحة وتنفيذا للجدول الذي اقرته القيادة في اجتماعات تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية التي انعقدت في القاهرة في 8/2/2013."
وقدم سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية الحالية استقالته قبل اسبوعين وطلب منه عباس ان يستمر في تسيير اعمال الحكومة الى حين تشكيل حكومة جديدة.
وقال واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "قرار الرئيس (عباس) اليوم ياتي انسجاما مع القانون الاساسي الفلسطيني الذي ينص على تكليف رئيس وزراء جديد خلال اسبوعين من تقديم الحكومة استقالتها."
واضاف لرويترز "هذا يضع الكرة في ملعب (حركة المقاومة الإسلامية) حماس للموافقة على موعد لاجراء الانتخابات وهي تتحمل المسؤولية في حال عدم الموافقة."
وتنص الاتفاقات التي جرت بين حركتي فتح وحماس خلال الفترة السابقة سواء كان ذلك في الدوحة او القاهرة ان يترأس عباس حكومة انتقالية لثلاثة اشهر تكون مهتمها اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
ولم تحسم اللقاءات التي عقدت بين مسؤولين من الجانبين طول الفترة الماضية مسألة الاتفاق على موعد للانتخابات.
وقالت حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ ما يقرب من ست سنوات في بيان انها تريد "السير بانجاز ملفات المصالحة الخمسة (تشكيل الحكومة -الانتخابات التشريعية والمجلس الوطني- منظمة التحرير- الحريات العامة- المصالحة المجتمعية - كرزمة واحدة وفق ما تم الاتفاق عليه."
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة لرويترز "نحن في حماس لم نعلم بهذا القرار الا من وسائل الاعلام."
واضاف "اي حكومة يجب ان يكون تشكيلها جزء من تنفيذ اتفاق المصالحة على قاعدة التوافق مع حركة حماس حسبما نص عليه الاتفاق."
واوضح ابو زهري ان "الحديث عن اجراء انتخابات في المرحلة الراهنة غير ممكن في ظل عدم توفر اجواء الحريات في الضفة واستمرار الاعتقالات وفي ظل عدم اتخاذ اي خطوة لاجراء انتخابات المجلس الوطني."
وقال "اذا تمت هذه الخطوة بشكل منفرد فاننا نؤكد انها ستترك اثارا سلبية بالغة على مستقبل المصالحة."
ودعا عباس في بيانه "القوى والفصائل والفعاليات كافة الى التعاون من اجل سرعة انجاز ذلك حتى يتمكن من اصدار مرسومين بالتزامن احداهما خاص بتشكيل حكومة التوافق من كفاءات مهنية مستقلة والاخر بتحديد موعد اجراء الانتخابات بعد ان ان انجزت لجنة الانتخابات المركزية تحديث سجل الناخبين."
وقلل محللون سياسيون من فرص نجاح هذا السيناريو الذي اختار عباس ان يبدأ فيه محاولته لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.
وقال مهدي عبد الهادي المحلل السياسي الفلسطيني من القدس "ابو مازن (عباس) اختار ان يبدأ السيناريو الاول ولكن هذا لا يعني شطب السيناريوهات الاخرى ومنها البحث عن صيغة فتحاوية لحكومة انتقالية او حكومة مستقلين تضم قيادات من فتح مشروعها اقتصادي بالدرجة الاولى."
ويرى جورج جقمان المحلل السياسي المحاضر في جامعة بيرزيت ان هذا القرار ياتي في اطار "المناورات المستمرة في اطار ادارة الصراع الداخلي بانتظار ما يمكن ان يحصل على المسار السياسي كنتيجة للجهود الامريكية."
وقال لرويترز "يمكن ان يستمر فياض كرئيس لحكومة تسيير الاعمال لفترة اطول فقد سبق وان بقي لما يقارب من سنتين كذلك في السابق."
واضاف "تنفيذ بنود اتفاق المصالحة حاليا امر صعب سواء تعلق ذلك باجراء الانتخابات او اعادة بناء منظمة التحرير او توحيد الاجهزة الامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة."
وياتي علان عباس بدء مشاروات تشكيل الحكومة الجديدة في الوقت الذي يتواجد فيه خارج الاراضي الفلسطينية.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية ان عباس وصل يوم الجمعة الى مدينة نابولي الايطالية حيث من المقرر ان يتسلم مواطنة شرف منها.
وقالت في وقت سابق ان عباس سيتوجه في زيارة رسمية في التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر الجاري الى النمسا.
وذكر مصدر فلسطيني ان عباس سيزور الصين في الرابع من الشهر القادم.
ويمنح القانون الاساسي الفلسطيني الذي هو بمثابة الدستور رئيس الوزراء المكلف ثلاثة اسابيع لتشكيل الحكومة تمتد اسبوعين في حال عدم تمكنه خلال تلك الفترة.