أكد مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى، السبت 27 إبريل/نيسان، أن التحركات العسكرية لقوات البشمركة الكردية قرب مدينة كركوك المتنازع عليها تمثل "تطوراً خطيراً".

وقال قائد القوات البرية في الجيش، الفريق الأول الركن علي مجيد غيدان، إن "الذي حصل في كركوك اليوم يمثل خرقاً" لاتفاقية عسكرية مشتركة، معتبراً أن هذه التحركات "تهدف إلى بلوغ آبار وحقول النفط وهو تطور خطير".

وفي وقت سابق، السبت، انتشرت قوات من البشمركة الكردية في محيط مدينة كركوك الغنية بالنفط بهدف "ملء الفراغ الأمني" و"حماية المواطنين"، بحسب ما أفاد بيان.

وقال الأمين العام لوزارة البشمركة، جبار ياور، في البيان إنه "بعد مشاورات مع محافظ كركوك، تقرر أن تملأ قوات البشمركة الفراغات الأمنية بصورة عامة، وبالأخص في محيط مدينة كركوك" (240 كلم شمال بغداد).

وفي تطور آخر، أمهل قائد شرطة محافظة الأنبار العراقية المعتصمين، السبت 27 أبريل/نيسان، 24 ساعة، لتسليم المتظاهرين مَن وصفهم بقاتلي الجنود الخمسة، قبل أن يأتي الرد حاسماً.

وقُتل 5 عناصر من استخبارات الجيش العراقي و5 عناصر من قوات الصحوة في هجمات متفرقة في العراق، السبت، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية.

وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قد طالب شيوخ العشائر بالتصدي لإثارة الفتنة، مضيفاً أن الحكومة ترفض سحب الجيش من المناطق التي تشهد توترات أمنية حتى عودة الأمن إليها.

وأشار المالكي خلال افتتاح مؤتمر إسلامي للحوار في بغداد إلى أن الطائفية عادت إلى العراق لأنها اشتعلت في منطقة أخرى، مرجعاً ظهورها إلى ما وصفه بالمخطط الموجه.

ومن جانبه، قال عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، إن من يحمل السلاح بوجه الدولة والجيش يجب أن يُحاسب ويعامل بحزم.

وبالتزامن مع ذلك، هدد رئيس صحوة العراق، وسام الحردان، المقرب من المالكي، المسلحين في محافظة الأنبار بالعودة إلى أيام معارك عام 2006 إذا لم يسلموا المسؤولين عن قتل خمسة عناصر من الجيش.

وقال الحردان في خبر نقله تلفزيون "العراقية" الحكومي إن "قوات الصحوة ستقوم بالإجراءات المطلوبة وتفعل ما فعلته عام 2006"، في إشارة إلى الحرب الطائفية .

وأضاف الحردان أن قواته ستمهل المعتصمين 24 ساعة لتسليم قتلة الجيش العراقي، وإلا لن تقف مكتوفة الأيدي.
وردا على ذلك، قال الشيخ علي الحاتم، أحد شيوخ عشائر الأنبار، لقناة "العربية"، إن "أي قوة عسكرية ستسعى لتفريق الاعتصام سيتم التعامل معها بالقوة".

وأكد أن "المعتصمين ليس لهم علاقة بمقتل الجنود، وأن الحادث وقع بعيدا عن ساحة الاعتصام في الأنبار". واتهم الحاتم، المالكي بفتح باب الفتنة الطائفية في البلاد، وأنه سيتحمل مسؤولية هذه الفعلة.

وتعتبر هجمات السبت حلقة متسلسلة في إطار موجة أعمال العنف الأخيرة ضد القوات الأمنية، التي اندلعت عقب اقتحام اعتصام مناهض لرئيس الوزراء في الحويجة (55 كلم غرب كركوك) الثلاثاء قتل فيه 50 شخصاً.

يأتي هذا بعد أن حذرت الأمم المتحدة، إثر سقوط أكثر من 200 قتيل خلال أربعة أيام، من مستقبل مجهول يهدد العراق. واعتبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيان شديد اللهجة، أن العراق يقف عند مفترق طرق خطير. وأضاف البيان أنه إذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة وفورية وفعالة لوقف دوامة العنف فإن البلاد ستتجه نحو مصير مجهول. ودعا قادة البلاد إلى القيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معاً للحوار.

وكانت مصادر أمنية وطبية أكدت سقوط أكثر من 200 قتيل في 4 أيام "96 ساعة" من المصادمات الدامية بين المتظاهرين من ناحية، والجيش والشرطة في العراق.

واستهدفت سلسلة هجمات 4 مساجد سنية في بغداد، أمس الجمعة، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة 50 بجروح، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية.

وقالت المصادر إن 4 عبوات ناسفة استهدفت المصلين في مساجد الكبيسي في غرب بغداد، والشهيد يوسف ومالك الأشتر، وكلاهما في شمال شرق بغداد، والرزاق في ناحية الراشدية شمال شرق بغداد.