قررت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، منع سفر جميع الأطباء الذين باشروا حالة الطفلة الهنوف، في مستشفى الجبيل العام، قبل وفاتها في وقت لاحق، في أحد المستشفيات الأهلية في الخبر، الذي نقلت إليه في محاولة لإنقاذها.

كما قررت «صحة الشرقية»، منع الأطباء الثلاثة (اثنين منهم عرب، ويعملون كاستشاريي أطفال، والآخر آسيوي) من الحصول على إجازات «حتى إشعار آخر».

كما طلبت من والد الفتاة مراجعة إدارة المتابعة في «صحة الشرقية»، وتقديم «شكوى رسمية» حول ما تعرضت له ابنته، بعد مرور نحو شهر على وفاتها.

وقال والد الطفلة محمد جميل الذيابي، في تصريح إلى «الحياة»: «تلقيت قبل أيام اتصالاً من طبيب عربي، يعمل في إدارة المتابعة، وقدم لي العزاء في الهنوف، وطلب مني الحضور إلى الإدارة، والتقدم بشكوى رسمية؛ للتحقيق في أسباب وفاة طفلتي»، مشيراً إلى أن الطبيب أكد له أنه تم «منع جميع الأطباء الذين باشروا حالتها من السفر، ومن الحصول على إجازات، إلى أن يتم الانتهاء من الشكوى».

ولفت الذيابي، إلى أن الطبيب أخبره بأن «هذه الإجراءات تم اتخاذها على خلفية ما نشرته «الحياة»، وسيتم البدء في التحقيق فور توقيعي على جميع الأوراق اللازمة»، مشيراً إلى أنهم طلبوا منه «إحضار صك إرث، ووكالة من زوجتي بتوكلي لرفع قضية».

وكشف أنه قام بتوكيل محامٍ، للترافع عنه في القضية. كما تقدم بشكوى رسمية إلى إمارة المنطقة الشرقية.

فيما ألمح إلى أنه سيلجأ إلى جهات أخرى، مؤكداً أن حق ابنته «لن يضيع»، وأنه سيواصل هذا الطريق إلى النهاية.

وذكر أن «صحة الشرقية» أخبرته أنها «ستشكل لجنة من أطباء استشاريين، إضافة إلى مستشار شرعي للنظر في الشكوى».

وأكد والد الهنوف، أنه وأسرته يعيشون «وضعاً نفسياً سيئاً»، إذ ترفض عائلته العلاج في مستشفى الجبيل العام، مضيفاً «أخشى أن نصل إلى مرحلة العقدة النفسية من العلاج في المستشفيات إجمالاً، جراء هذه الحادثة»، لافتاً إلى أنه «فقد الثقة في مستشفيات وزارة الصحة»، واستغرب من تأخر «صحة الشرقية» في متابعة شكواه، وأنهم لم يستدلوا على رقمه وعنوانه، إلا من طريق «الحياة»، على رغم أن جميع معلوماته مدونة في ملف «الهنوف» الموجود في المستشفى، مبدياً أسفه على ما وصلت إليه مستشفيات وزارة الصحة من «اللا مبالاة، وعدم الاهتمام في صحة الناس».

وألمح إلى حدوث حالات مشابهة لما تعرضت له ابنته، في مستشفى الجبيل، «إلا أنها لم تظهر في الإعلام».

وقال: «إن أهالي الجبيل كثيراً ما يتحدثون عن معاناتهم مع هذا المستشفى، الذي يشكو من الإهمال وسوء الخدمات، إضافة إلى غياب الرقابة»، مؤكداً ضرورة «تدخل وزارة الصحة، لتصحيح أوضاع المستشفى في أقرب وقت، وبخاصة أنه المستشفى الحكومي الوحيد في الجبيل».

يُذكر أن «الحياة»، نشرت في تقرير سابق، ما تعرضت له الهنوف، نقلاً عن والدها الذي ذكر أن الطفلة «عانت من ارتفاع في درجة الحرارة لمدة 3 أيام، وكانت والدتها تعطيها خافضاً للحرارة.

كما عملت لها كمادات باردة، وكانت الحرارة تنخفض تدريجياً، لتعود إلى الارتفاع مرة أخرى، ما استدعى نقلها إلى مستشفى الجبيل العام»، متهماً المستشفى بـ «إهمال» وضعها، وعدم فحصها وتقديم العلاج بصورة عاجلة لها، حتى تدهورت صحتها.

وأشار الذيابي، إلى أن ابنته «دخلت في غيبوبة موقتة، وكانت تعاني من صعوبة في التنفس، وبعدها دخلت في غيبوبة كاملة»، موضحاً أن الأطباء المعالجين «شخصوا الحالة بإصابتها بفايروس، بدأ في الأطراف السفلية من الجسم، وتوقف عند الرئة، ما أدى إلى تعطل بعض أجهزة الجسم»، ونصح الأطباء الأب بنقلها إلى مستشفى «متخصص»؛ لحاجتها الماسة إلى غرفة عناية مركزة للأطفال، وهو ما ليس متوافراً في مستشفى الجبيل العام.

وأسهم نقل «الحياة»، معاناتها إلى «صحة الشرقية»، في تسهيل عملية نقلها إلى مستشفى خاص.

وكشف الذيابي، أنه بعد وصول الطفلة إلى المستشفى، قام الأطباء بإدخالها إلى غرفة العناية المركزة، نظراً لخطورة حالها، ولكون ضغطها منخفضاً، واكتشف الأطباء أن جميع أعضاء وأجزاء الجسم متوقفة عن العمل، نظراً لتوقف المخ، بسبب عدم وصول الأوكسجين له، مشيراً إلى أنها خضعت لقسطرة، إضافة إلى عملية إنعاش للأجهزة. وصنف الأطباء، حالتها بأنها «متوفاة إكلينيكياً»، قبل أن ينزعوا عنها أجهزة الإنعاش لتفارق الحياة.