أكدّ اقتصاديون أن 90 في المائة من معارض التوظيف في المملكة لم تسهم في عمليات التوظيف للشباب السعودي، بينما كانت لها بعض الجهود التي لم تتجاوز 10 في المائة، موضحين أنّ ما نسبته 20% من الشركات والمؤسسات في المملكة هي التي تقوم بالتجاوب الفعلي مع هذه المعارض.

وقالوا ان هناك بعض الشركات والمؤسسات تتحين مثل هذه المعارض من أجل اقتناص الفرص، والحصول على كوادر بشرية مؤهلة ومميزة، لعلمها بأن المعارض تستقطب بعض الكوادر الوطنية ذات المهارة العالية، ولكنها قد تفتقد في بعض الأحيان إلى فرص العمل المناسبة، والأجور المجدية، إلاّ أنهم لا زالوا متحفظين على هذا الدور لتلك المعارض لعدم قناعتهم بفاعلية دورها بالشكل المأمول، ومساهمتها في رفع معدلات التوظيف، ويعزز ذلك الضعف الحضور الخجول لشركات ومؤسسات القطاع الخاص فيها.

وقال المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة أن معارض التوظيف التي تقام في المملكة بين الحين والآخر لا زالت دون المستوى المأمول منها، وأنّ دورها في توظيف الكوادر الوطنية لا يكاد يتجاوز ال10%، يقابله حضور خجول لشركات ومؤسسات القطاع الخاص والتي يكون حضورها في الغالب تشريفاً لا أكثر، مبيناً أن 20% من هذه الجهات هي التي تقوم بالتفاعل الحقيقي مع هذه المعارض ومنح فرص عمل حقيقية.

وأبان أن هناك بعض الشركات والمؤسسات بالقطاع الخاص تحرص على استقطاب الكوادر الوطنية المؤهلة وتتحين الفرص لأجل حضور معارض التوظيف التي تقام في المملكة بين الحين والآخر والبحث عن ضالتها في الكفاءات الماهرة، وكذلك الخريجين القادمين من خارج المملكة، ومن الملاحظ كذلك على هذه الشركات التي تشارك بمعارض التوظيف، قيامها بتوزيع الاستمارات الخاصّة بالتوظيف بشكل واسع ولكن التوظيف الفعلي نسبته ضئيلة جداً، لا سيمّا وأن أعداد الخريجين في ازديادٍ مستمر سنةً تلو الأخرى وخصوصاً حملة الشهادات العليا.

وأضاف باعجاجة "في الغالب يكون حضور هذه الشركات في معارض التوظيف مجرّد تلبية لدعوة الحضور التي تتلقاها، مفتقدةً في ذات الوقت إلى الفعالية المطلوبة، وإنما كان هذا الحضور مجرّد رضوخ للجهة الداعية سواء أكانت جامعات أم جهات أخرى".

من جهته أكدّ رجل الأعمال محمد الجبّالي على ضرورة زيادة فعالية هذه المعارض بالمملكة؛ لتحقيق الغاية من إقامتها على الوجه المطلوب، والإسهام في إيجاد حلول فعلية لمشكلة البطالة، وقيام شركات ومؤسسات القطاع الخاص -انطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية- باستقطاب الكوادر الوطنية ذات التأهيل الجيّد، وتأهيلهم التأهيل المناسب والذي سيكون تطويراً لمهاراتهم الوظيفية والفنيّة، وبذلك تكون جهة فاعلة في حل مشكلة شريحة واسعة من الشباب السعودي الباحثين عن العمل.

وأبان أن ضعف الدور الذي تقوم به معارض التوظيف وعدم مصداقية الكثير من الشركات والمؤسسات فيها قد تسبب في اهتزاز مصداقيتها أمام الشباب الباحثين عن العمل، والذين قاموا بالعزوف عن هذه المعارض شيئاً فشيئاً لعلمهم المسبق بعدم فاعليتها، إمّا لعدم جدّية الجهات المشاركة أو ذهاب جهودهم في الحضور والتواصل مع هذه الجهات أدراج الرياح.

وأضاف يجب على الجهات المعنيّة تعزيز دور هذه المعارض وبحث جدواها من خلال مخرجاتها، والتي هي بطبيعة الحال ستحدد مقدار فعاليتها في معارض التوظيف، بالإضافة إلى الاطلاع على البرامج والفرص الوظيفية التي تقدّمها الجهات المشاركة من شركات ومؤسسات، وهو الأمر الذي سيسهم في رفع معدلات التوظيف وبالتالي احتواء أعداد كبيرة من الشباب السعودي، وجعلهم أفرادا منتجين في وطنهم.