دخل الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني إلى مقر وزارة الداخلية الإيرانية لتسجيل اسمه مرشحا لرئاسة الجمهورية، وذلك بعدما سجل كبير المفاوضين بشأن البرنامج النووي الإيراني سعيد جليلي اليوم السبت اسمه على لائحة المرشحين للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 14 يونيو/حزيران القادم.
وقالت مراسلة الجزيرة نت فرح الزمان بوشعيرة إن رفسنجاني (79 سنة) الذي يرأس أعلى سلطة تحكيمية في السياسة بإيران، دخل مقر وزارة الداخلية قبل انتهاء وقت التسجيل بربع ساعة، وإنه سيقيم مؤتمرا صحفيا بعد الانتهاء من إجراءات تسجيل اسمه على لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية.
وأضافت المراسلة أن ترشيح رفسنجاني ربما يغير خارطة المرشحين، خاصة بالنسبة للمعارضة التي يتوقع أن تتحد خلفه وتسحب باقي مرشحيها.
وأشارت إلى أن إسفنديار رحيم مشائي المدير السابق لمكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد والرجل المثير للجدل، ربما يكون قد دخل هو أيضا ليسجل ترشحه.
ولا يزال المرشحون ينتظرون بعد التسجيل موافقة مجلس صيانة الدستور الذي يتوقع أن يصدر قائمة نهائية بالمرشحين المعتمدين في غضون عشرة أيام.
وكان تسجيل جليلي (47 عاما) اسمه اليوم مفاجئا، إذ لم يسبق له أن أعلن عزمه على خلافة أحمدي نجاد، وهو يأتي في وقت تخوض فيه بلاده مفاوضات صعبة مع القوى الكبرى التي تحاول الحصول على رقابة دولية أكبر للبرنامج النووي الإيراني.
وتولى جليلي رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني منذ عام 2007، ويعتبر من "المحافظين" المقربين من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على خامنئي، وهو من المحاربين القدامى في الحرب الإيرانية العراقية التي دارت بين عامي 1980 و1988.
وفي وقت سابق اليوم قدّم كل من داود أحمدي نجاد شقيق الرئيس الإيراني، ورئيس بلدية طهران باقر قاليباف، أوراق ترشحهما لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال شقيق الرئيس بُعَيْد تقديم أوراق ترشحه في اليوم الخامس والأخير من تسجيل أسماء المرشحين، إنه سيخوض الانتخابات على نحو مستقل، وهدفه من الترشح خدمة الشعب الإيراني فقط.
وأكدت وسائل الإعلام الإيرانية تسجيل قاليباف اسمه في قائمة المرشحين للرئاسة، وهو أحد عناصر الائتلاف المحافظ المكون من ثلاثة أشخاص ممن يفضلون تسميتهم "بالمبدئيين"، ومن أتباع المرشد علي خامنئي المخلصين والمناوئين للرئيس نجاد.
ومن بين من تقدموا بأوراق الترشح عضو ائتلاف المبدئيين الآخر غلام علي حداد عادل ونحو أربعمائة مرشح آخر، منهم رجل الدين حسن روحاني وعضو البرلمان الإصلاحي السابق مصطفى كفاكبيان، وكذلك محمد عارف الذي كان نائباً لرئيس الجمهورية السابق محمد خاتمي.
وهناك آخرون رشحوا أنفسهم في انتخابات الرئاسة، بينهم المبدئي الثالث محمد حسن أبو ترابي، ووزير الصحة السابق قمران باقري لانكاراني، ومحسن رضائي الذي خسر انتخابات 2009 أمام نجاد.
وهناك تكهنات محمومة تحيط بعدد من المرشحين المحتملين، بينهم محمد خاتمي الذي لم يستبعد رسمياً بعد احتمال ترشيح نفسه، لكنه أيّد الجمعة الرئيس الساب أكبر هاشمي رفسنجاني على أمل أن يخوض الانتخابات.
ويُعتبر اقتراع 14 يونيو/حزيران القادم أول انتخابات رئاسية تجرى في إيران منذ عام 2009 الذي شهد اندلاع احتجاجات شعبية عُرِفت حينها باسم "الحركة الخضراء"، عقب إعادة انتخاب نجاد على حساب المرشحين الإصلاحيي مير حسين موسوي ومهدي كروبي.